كتاب الفرائض جمع فريضة بمعنى مفروضة والهاء فيها للنقل من المصدر إلى الاسم كالحفيرة ونحوها والغرض التوقيت ومنه فمن فرض فيهن الحج والجزء من الشيء كالتفريض ومن القوس موضع الوتر وما أوجبه الله كالمفروض والقراءة والسنة يقال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أي : سن ونوع من التمر والجند يفترضون والترس وعود من أعواد البيت والعطية الموسومة وما فرضته على نفسك فوهبته ومن الزند حيث يقدح منه أو الجزء الذي فيه و { سورة أنزلناها وفرضناها } جعلنا فيها فرائض الأحكام وبالتشديد أي جعلنا فيها فريضة بعد فريضة أو فصلناها وبيناها قاله في القاموس .
( وهي ) شرعا العلم بقسمة المواريث جمع ميراث وهو الحق المخلف عن الميت وأصله موارث [ ص: 403 ] قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها يقال له أيضا التراث وأصل التاء فيه واو والإرث لغة البقاء وانتقال الشيء من قوم إلى قوم آخرين ويطلق بمعنى الميراث ويسمى القائم بهذا العلم فارضا وفريضا وفرضيا بفتح الراء وسكونها وفراضا وفرائضيا .
( التركات ) لأنها التي يبحث فيها عن عوارضها ( لا العدد ) فإنه موضوع علم الحساب ( وموضوعه ) وقد رويت أحاديث تدل على والفريضة نصيب مقدر شرعا لمستحقه فمنها قوله عليه الصلاة والسلام { فضل هذا العلم والحث على تعلمه وتعليمه } رواه العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل آية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة عن ابن ماجه وقوله صلى الله عليه وسلم { عبد الله بن عمرو بن العاص } رواه تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما أحمد والترمذي ولفظه له عن والحاكم وعن ابن مسعود { عمر } . تعلموا الفرائض فإنها من دينكم
وعنه أيضا { } وعن تعلموا الفرائض واللحن والسنة كما تعلمون القرآن مرفوعا { أبي هريرة } رواه تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسى وهو أول علم ينزع من أمتي ابن ماجه من رواية والدارقطني حفص بن عمر وقد ضعفه جماعة واختلف في معناه فقال أهل السلامة لا نتكلم فيه بل يجب علينا اتباعه وقال قوم : هي نصف العلم باعتبار الحال فإن للناس حالتين حياة ووفاة فالفرائض تتعلق بالثاني وباقي العلوم بالأول وقيل باعتبار الثواب لأن له بتعليم مسألة واحدة من الفرائض مائة حسنة وبغيرها من العلوم عشر حسنات قيل وأحسن الأقوال أن يقال :
أسباب الملك نوعان اختياري وهو ما يملك رده كالشراء والهبة ونحوها وقهري وهو ما لا يملك رده وهو الإرث وحكي أن رأى في منامه أنه دخل بستانا فأكل من ثمره إلا العنب الأبيض فقصه على شيخه الوليد بن مسلم الأوزاعي فقال تصيب من العلوم كلها إلا الفرائض فإنها جوهر العلم كما أن العنب الأبيض جوهر العنب والأصل فيها الكتاب والسنة وستقف على ذلك مفصلا .