والرحمن أبلغ من الرحيم ; لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى غالبا فلذلك يقال : يا رحمن الدنيا ; لأنه يعم الكافر والمؤمن ورحيم الآخرة ; لأنه يخص المؤمن وإنما قدم الرحمن والقياس يقتضي الترقي لتقدم رحمة الدنيا ولأنه صار كالعلم فلا يوصف به غيره تعالى بل قيل : إنه علم وهو اسم مقتض لإيجاد الخلق فلذلك لا يسمى به غير الحق ، ومن تسمى به هلك والرحيم مقتض لإمداد الخلق بقوام وجودهم ويجوز إطلاقه على المخلوق ; لأن الإمداد يصح في حقهم ولذلك وجب شكرهم على ما وصل منهم .