أحدهما: يعني ظن السوء.
الثاني: أن يتكلم بما ظنه فيكون إثما، فإن لم يتكلم به لم يكن إثما، قاله مقاتل بن حيان. ولا تجسسوا فيه وجهان:
أحدهما: هو أن يتبع عثرات المؤمن ، قاله ابن عباس ومجاهد . وقتادة
الثاني: هو البحث عما خفي حتى يظهر، قاله الأوزاعي.
وفي التجسس والتحسس وجهان:
أحدهما: أن معناهما واحد ، قاله وقرأ ابن عباس بالحاء. وقال الشاعر الحسن
تجنبت سعدى أن تشيد بذكرها إذا زرت سعدى الكاشح المتحسس
وقال الجاسوس: صاحب سر الشر ، والناموس صاحب سر الخير. أبو عمرو الشيباني:والوجه الثاني: أنهما مختلفان. وفي الفرق بينهما وجهان:
أحدهما: أن التجسس بالجيم هو البحث ، ومنه قيل رجل جاسوس إذا كان يبحث عن الأمور وبالحاء هو ما أدركه الإنسان ببعض حواسه.
الثاني: أنه بالحاء أن يطلبه لنفسه وبالجيم أن يكون رسولا لغيره. والتجسس أن يجس الأخبار لنفسه ولغيره. ولا يغتب بعضكم بعضا ذكر العيب بظهر الغيب ، قال والغيبة: : الغيبة ثلاثة كلها في كتاب الله: الغيبة والإفك والبهتان ، فأما الغيبة ، فأن تقول في [ ص: 335 ] أخيك ما هو فيه. وأما الإفك ، فأن تقول فيه ما بلغك عنه. وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه. الحسن
وروى عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن قال: أبي هريرة . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة قال: (هو أن تقول لأخيك ما فيه فإن كنت صادقا فقد اغتبته ، وإن كنت كاذبا فقد بهته أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فيه وجهان:
أحدهما: أي كما يحرم أكل لحمه ميتا يحرم غيبته حيا.
الثاني: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا كذلك يجب أن يمتنع عن غيبته حيا ، قاله . واستعمل أكل اللحم مكان الغيبة لأن عادة قتادة العرب بذلك جارية قال الشاعر
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
أحدهما: فكرهتم أكل الميتة ، كذلك فاكرهوا الغيبة.
الثاني: فكرهتم أن يعلم بكم الناس فاكرهوا غيبة الناس.