يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون [ ص: 50 ] وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون
قوله تعالى: وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم يريد بالإثم معصية الله تعالى. والعدوان أي ظلم الناس. وأكلهم السحت فيه تأويلان: أحدهما: الرشا. والثاني: الربا. لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون أي لبئس صنيع الربانيين والأحبار إذ لم ينهوهم ، قال ابن عباس : ما في القرآن آية أشد توبيخا للعلماء من هذه الآية ، وكان والضحاك يقرؤها: ابن عباس لبئس ما كانوا يعملون وقوله: لولا بمعنى هلا. والربانيون: هم علماء الإنجيل ، والأحبار: هم علماء التوراة.