لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا [ ص: 198 ] الله على ما هداكم وبشر المحسنين
أي : لن يصيب رضا الله اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المهراقة بالنحر ، والمراد أصحاب اللحوم والدماء ، والمعنى : لن يرضي المضحون والمقربون ربهم إلا بمراعاة النية والإخلاص والاحتفاظ بشروط التقوى في حل ما قرب به ، وغير ذلك من المحافظات الشرعية وأوامر الورع ، فإذا لم يراعوا ذلك ، لم تغن عنهم التضحية والتقريب وإن كثر ذلك منهم ، وقرئ : "لن تنال الله " ، ولكن تناله : بالتاء والياء ، وقيل : كان أهل الجاهلية إذا نحروا البدن نضحوا الدماء حول البيت ولطخوه بالدم ، فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك ، فنزلت .
كرر تذكير النعمة بالتسخير ثم قال : لتشكروا الله على هدايته إياكم لأعلام دينه ومناسك حجه ، بأن تكبروا وتهللوا ، فاختصر الكلام بأن ضمن التكبير معنى الشكر ، وعدي تعديته .