ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم
[ ص: 106 ] ويل لكل أفاك كذاب. أثيم كثير الآثام.
يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر يقيم على كفره. مستكبرا عن الإيمان بالآيات وثم لاستبعاد الإصرار بعد سماع الآيات كقوله: يرى غمرات ثم يزورها. كأن لم يسمعها أي كأنه فخففت وحذف ضمير الشأن والجملة في موضع الحال، أي يصر مثل غير السامع. فبشره بعذاب أليم على إصراره والبشارة على الأصل أو التهكم.
وإذا علم من آياتنا شيئا وإذا بلغه شيء من آياتنا وعلم أنه منها. اتخذها هزوا لذلك من غير أن يرى فيها ما يناسب الهزء، والضمير لـ آياتنا وفائدته الإشعار بأنه إذا سمع كلاما وعلم أنه من الآيات بادر إلى الاستهزاء بالآيات كلها ولم يقتصر على ما سمعه، أو لشيء لأنه بمعنى الآية. أولئك لهم عذاب مهين
من ورائهم جهنم من قدامهم لأنهم متوجهون إليها، أو من خلفهم لأنها بعد آجالهم. ولا يغني عنهم ولا يدفع عنهم. ما كسبوا من الأموال والأولاد. شيئا من عذاب الله. ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء أي الأصنام. ولهم عذاب عظيم لا يتحملونه.