قلت : أرأيت إن قال : لم أسمع من توارى الصيد والكلب أو الباز عنه ، فرجع الرجل إلى بيته ثم طلبه بعد ذلك فأصابه من يومه ذلك أيأكله أم لا ؟ في هذا شيئا ، ولكن أرى أن [ ص: 533 ] لا يأكله لأنه قد تركه ورجع إلى بيته ، ألا ترى أنه لا يدري لعله لو كان في الطلب ولم يفرط أنه كان يدرك ذكاته قبل أن يموت ، فهو لما رجع إلى بيته فقد فرط فلا يأكله لموضع ما فرط في ذكاته ، ألا ترى أنه لو أدركه ولم ينفذ الكلب مقاتله فتركه حتى يقتله الكلب لم يأكله ، فهذا حين رجع إلى بيته بمنزلة هذا الذي أدرك كلبه ولم ينفذ مقاتل الصيد فتركه حتى قتله الكلب فلا يأكله ، لأنه لعله لو كان في الطلب أدركه قبل أن ينفذ الكلب مقاتله ، ولعله إنما أنفذ الكلب مقاتله بعد أن جرحه وبعد أن أخذه ، فلو كان هو في الطلب لعله كان يدركه قبل أن ينفذ الكلب مقاتله . مالك