4449 [ ص: 43 ] 247 - حدثنا أخبرنا إبراهيم بن موسى ، أن هشام بن يوسف أخبرهم قال : أخبرني ابن جريج يعلى بن مسلم ، عن وعمرو بن دينار ، يزيد أحدهما على صاحبه ، وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال : إنا لعند سعيد بن جبير في بيته إذ قال : سلوني ، قلت : أي ابن عباس أبا عباس ، جعلني الله فداءك ، بالكوفة رجل قاص يقال له : نوف ، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل ، أما فقال لي : قال : قد كذب عدو الله ، وأما عمرو يعلى فقال لي : قال حدثني ابن عباس : قال : أبي بن كعب موسى رسول الله عليه السلام قال : ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ، ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال : أي رسول الله ، قيل : بلى ، قال : أي رب ، فأين قال بمجمع البحرين ؟ قال : أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به ، فقال لي هل في الأرض أحد أعلم منك ؟ قال : لا ، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله ، قال : حيث يفارقك الحوت ، وقال لي عمرو : يعلى : خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح ، فأخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه : لا أكلفك إلا أن تخبرني حيث يفارقك الحوت ، قال : ما كلفت كثيرا ، فذلك قوله جل ذكره وإذ قال موسى لفتاه يوشع بن نون ليست عن سعيد ، قال : فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت ، وموسى نائم فقال فتاه : لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كأن أثره في حجر قال لي هكذا كأن أثره في حجر ، وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما عمرو لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال قد قطع الله عنك النصب ليست هذه عن سعيد أخبره فرجعا ، فوجدا خضرا ، قال لي عثمان بن أبي سليمان على طنفسة خضراء على كبد البحر ، قال مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه ، وطرفه تحت رأسه ، فسلم عليه سعيد بن جبير : موسى ، فكشف عن وجهه وقال : هل بأرضي من سلام ؟ من أنت ؟ قال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، قال : فما شأنك ؟ قال : جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال : أما يكفيك أن التوراة بيديك ، وأن الوحي يأتيك يا موسى ، إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه ، وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه ، فأخذ طائر بمنقاره من البحر وقال : والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر عرفوه ، فقالوا : عبد الله الصالح ، قال : قلنا لسعيد : خضر ؟ قال : نعم ، لا نحمله بأجر فخرقها ، ووتد فيها وتدا ، قال موسى : أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال منكرا مجاهد : قال : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا كانت الأولى نسيانا ، والوسطى شرطا ، والثالثة عمدا قال : لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا لقيا غلاما فقتله ، قال يعلى : قال وجد غلمانا يلعبون فأخذ [ ص: 44 ] غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين سعيد : قال : أقتلت نفسا زكية بغير نفس لم تعمل بالحنث ، وكان قرأها : زكية " زاكية " مسلمة ، كقولك : غلاما زاكيا ، فانطلقا ، فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه ، قال ابن عباس بيده هكذا ، ورفع يده فاستقام قال سعيد يعلى : حسبت أن قال : فمسحه بيده فاستقام سعيدا لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال أجرا نأكله سعيد : وكان وراءهم وكان أمامهم ، قرأها أمامهم ملك ، يزعمون عن غير ابن عباس : سعيد أنه هدد بن بدد ، والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور ، ملك يأخذ كل سفينة غصبا فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها ، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ، ومنهم من يقول : سدوها بقارورة ، ومنهم من يقول : بالقار ، كان أبواه مؤمنين ، وكان كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما لقوله أقتلت نفسا زكية وأقرب رحما هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر وزعم غير سعيد أنهما أبدلا جارية ، وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد : إنها جارية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم