122 [ ص: 614 ] 44 - باب: ما يستحب للعالم إذا سئل: أى الناس أعلم؟ فيكل العلم إلى الله
122 - حدثنا قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان قال: أخبرني عمرو قال: قلت سعيد بن جبير لابن عباس: نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر. فقال: كذب عدو الله، حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال]: " أبي بن كعب، موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي قام بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم. فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل، فاتخذ سبيله في البحر سربا [الكهف: 61]، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا [الكهف: 62]، ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به. فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت [الكهف: 63]. قال موسى: ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا [الكهف: 64]، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب -أو قال: تسجى بثوبه- فسلم موسى. فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى. فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا [الكهف: 66، 67]، يا موسى، إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه. قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا [الكهف: 69]. فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن [ ص: 615 ] يحملوهما، فعرف الخضر، فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة أو نقرتين في البحر. فقال الخضر: يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر. فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه. فقال موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها! قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت [الكهف: 72، 73]. فكانت الأولى من موسى نسيانا. فانطلقا، فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس ؟! [الكهف: 74] قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا [الكهف: 75]- قال وهذا أوكد- فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه [الكهف: 77]. قال ابن عيينة: الخضر بيده فأقامه. فقال له موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك [الكهف: 77، 78]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله موسى، لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما". [انظر: 74 - مسلم: 2380 - فتح: 1 \ 217] إن