قلت : وضحى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن نسائه بالبقر .
ونحر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمنحره بمنى ، وأعلمهم أن منى كلها منحر ، وأن فجاج مكة طريق ومنحر
وسئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يبنى له بناء بمنى يظله من الحر ، فقال : لا ، . منى مناخ لمن سبق إليه
فلما أكمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نحره استدعى بالحلاق فحلق رأسه ، فقال للحلاق- وهو معمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف- وحضر المسلمون يطلبون من شعره- وهو قائم على رأسه بالموسى ، ونظر في وجهه وقال : فقلت : أما والله يا رسول الله إن ذلك من نعم الله علي ومنه . معمر ، «يا معمر أمكنك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من شحمة أذنه وفي يدك الموسى» ، قال
أبو طلحة» ، فدفعه إليه . قال للحلاق : «خذ» ، وأشار إلى جانبه الأيمن ، فلما فرغ منه قسم شعره على من يليه ، ثم [ ص: 478 ] أشار إلى الحلاق ، فحلق جانبه الأيسر ، ثم قال : «هاهنا
قال ابن سعد : وحلق رأسه وأخذ من شاربه وعارضيه وقلم أظفاره وأمر بشعره وأظفاره أن تدفن .
وروى عن البخاري ، عن ابن سيرين ، رضي الله تعالى عنه- أنس- أول من أخذ شعره ، أبو طلحة قال : وهذا لا يناقض رواية «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما حلق رأسه كان لجواز أن يصيب مسلم : أبا طلحة من الشق الأيمن مثل ما أصاب غيره ، ويختص بالشق الآخر ، لكن قد روى أيضا- من حديث مسلم- أنس أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه ثم ناوله الشق الأيسر فقال : «احلق» فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال : «اقسمه بين الناس» . «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه ، ثم دعا
ففي هذه الرواية ، كما ترى أن نصيب كان الشق الأيمن وفي الأولى أنه كان الأيسر وفي رواية أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أعطاه أبي طلحة ولا يعارض هذا دفعه أم سليم لأنها امرأته ، لأبي طلحة
وفي لفظ : أبو طلحة» فدفعه إليه ، وفي لفظ ثالث : فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ، ثم قال : بالأيسر فصنع به مثل ذلك ثم قال : «ها هنا شعر شق رأسه الأيسر ، ثم أظفاره وقسمها بين الناس . أبي طلحة دفع إلى
وكلمه في ناصيته حين حلق فدفعها إليه فكان يجعلها في مقدم قلنسوته ، فلا يلقى جمعا إلا فضه . خالد بن الوليد
وحلق أكثر أصحابه- صلى الله عليه وسلم- وقصر بعضهم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . «اللهم اغفر للمحلقين» ، ثلاثا كل ذلك يقال : والمقصرين يا رسول الله ، فقال : «والمقصرين في الرابعة»
قلت : قال ابن سعد : وأصاب الطيب بعد أن حلق ، ولبس القميص ، وحل الناس ، . وجاءه رجل فقال : يا رسول الله حلقت قبل أن أنحر قال : «انحر ولا حرج» ، ثم أتاه آخر فقال : يا رسول الله إني أفضت قبل أن أنحر . قال : «احلق ولا حرج» ، فما سئل عن شيء يومئذ قدم ولا أخر إلا قال : «افعل ولا حرج»