القول في فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ( 114 ) ) [ ص: 382 ] يقول تعالى ذكره : فارتفع الذي له العبادة من جميع خلقه الملك الذي قهر سلطانه كل ملك وجبار ، الحق عما يصفه به المشركون من خلقه ( تأويل قوله تعالى : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ولا تعجل يا محمد بالقرآن ، فتقرئه أصحابك ، أو تقرأه عليهم ، من قبل أن يوحى إليك بيان معانيه ، فعوتب على إكتابه وإملائه ما كان الله ينزله عليه من كتابه من كان يكتبه ذلك من قبل أن يبين له معانيه ، وقيل : لا تتله على أحد ، ولا تمله عليه حتى نبينه لك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) قال : لا تتله على أحد حتى نبينه لك .
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن قال : يقول : لا تتله على أحد حتى نتمه لك ، هكذا قال ابن جريج القاسم : حتى نتمه .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) يعنى : لا تعجل حتى نبينه لك .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) : أي : بيانه .
حدثنا الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) قال : تبيانه .
حدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن قتادة ( من قبل أن يقضى إليك وحيه ) من قبل أن يبين لك بيانه .
وقوله ( وقل رب زدني علما ) يقول تعالى ذكره : وقل يا محمد : رب زدني علما إلى ما علمتني أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم .
[ ص: 383 ]