رئيس الشعراء أبو علي الحسن بن هانئ الحكمي ، وقيل : ابن وهب . [ ص: 280 ]
ولد بالأهواز ، ونشأ بالبصرة ، وسمع من حماد بن سلمة وطائفة ، وتلا على يعقوب ، وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري وغيره .
ومدح الخلفاء والوزراء ، ونظمه في الذروة ، حتى لقال فيه أبو عبيدة شيخه : أبو نواس للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين .
قيل : لقب بهذا لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقيه ، أي : تضطرب . وهو من موالي الجراح الحكمي أمير الغزاة ، وهو القائل :
سبحان ذي الملكوت أية ليلة مخضت صبيحتها بيوم الموقف لو أن عينا وهمتها نفسها
ما في المعاد محصلا لم تطرف
ألا كل حي هالك وابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
ولأبي نواس أخبار وأشعار رائقة في الغزل والخمور ، وحظوة في أيام الرشيد والأمين .
مات سنة خمس أو ست وتسعين ومائة وقيل : مات في سنة ثمان وتسعين . - عفا الله عنه . [ ص: 281 ] وله وهو حدث :
حامل الهوى تعب يستخفه الطرب
إن بكى يحق له ليس ما به لعب
تضحكين لاهية والمحب ينتحب
تعجبين من سقمي صحتي هي العجب
ويقال : ما رؤي أحفظ من مع قلة كتبه ، وشعره عشرة أنواع ، وقد برز في العشرة . اعتنى الصولي وغيره بجمع ديوانه ، فلذلك يختلف ديوانه . أبي نواس
وقد سجنه الأمين لأمر ، فكتب إليه :
وحياة رأسك لا أعو د لمثلها من خوف باسك
من ذا يكون أبا نوا سك إن قتلت أبا نواسك