[ ص: 212 ] ابن العز
شيخ الحنابلة تقي الدين أبو العباس أحمد بن المحدث عز الدين محمد بن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي .
ولد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة .
وسمع من الخشوعي وعدة ، وبأصبهان من أسعد بن روح ، وعفيفة ، وخلق ، ولزم جده لأمه الشيخ موفق الدين حتى برع وحفظ " الكافي " له ، و تفقه ببغداد على الفخر غلام بن المني ، ودرس وأفتى ، وتخرج به الفقهاء .
روى عنه العز بن العماد ، والشمس بن الواسطي ، والقاضي تقي الدين ومحمد بن مشرق .
وكان دينا مؤثرا فصيحا مهيبا ، مليح الشكل ، وافر الحرمة عند الدولة ، أمر زمن الخوارزمية بتدريب الطرق في الصالحية ، وتحصيل العدد والرجال ، وبالاحتراز ، ولما قربت الخوارزمية من الميطور برز بالرجال إليهم ، فجاء رسولهم يبشر بالأمان ، وأنهم لا يمرون بهم إلا بأمر الشيخ ، ولما رأوا الشيخ ، نزل الخانات عن خيلهم ورحبوا بالشيخ ، وقبلوا يده ، ومروا بسفح الجبل إلى العقبة ، ثم إلى المزة ، ولم يؤذوا ، لكن حسن غلام ابن المعتمد قاتلهم فقتلوه .
ثم مات الشيخ في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين .