قال القرطبي في تفسير سورة البقرة : مدنية نزلت في مدد شتى .
وقيل هي أول سورة نزلت بالمدينة إلا قوله تعالى : واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [ البقرة : 281 ] فإنها آخر آية نزلت من السماء ، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى ، وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن انتهى .
وأخرج أبو الضريس في فضائله في الناسخ والمنسوخ وأبو جعفر النحاس وابن مردويه والبيهقي في دلائل النبوة من طرق عن قال : نزلت ابن عباس بالمدينة سورة البقرة .
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله .
وأخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن عكرمة قال : بالمدينة سورة البقرة . أول سورة أنزلت
وقد ورد في فضلها أحاديث منها ما أخرجه مسلم والترمذي وأحمد في تاريخه والبخاري ومحمد بن نصر عن النواس بن سمعان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : قال : وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال : يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وآل عمران . كأنهما غمامتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما ظلتان سوداوان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي ومحمد بن نصر والحاكم وصححه عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : . تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ، ثم سكت ساعة ثم قال : تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان تظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف
قال ابن كثير : وإسناده حسن على شرط مسلم .
وأخرج نحوه أبو عبيد وأحمد وحميد بن زنجويه ومسلم والطبراني والحاكم والبيهقي من حديث أبي أمامة مرفوعا .
وأخرج نحوه أيضا الطبراني بسند ضعيف عن وأبو ذر الهروي مرفوعا . ابن عباس
وأخرج نحوه أيضا البزار في سننه بسند صحيح عن مرفوعا . أبي هريرة
وأخرج مسلم والترمذي وأحمد عن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أبي هريرة . لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة
وأخرج أبو عبيد عن أنس نحوه مرفوعا .
وأخرج في الكامل ابن عدي في تاريخه عن وابن عساكر مرفوعا نحوه . أبي الدرداء
وأخرج بسند ضعيف عن الطبراني مرفوعا نحوه . عبد الله بن مغفل
وأخرج النسائي والطبراني والبيهقي عن مرفوعا نحوه . ابن مسعود
وسنده ضعيف .
وأخرجه الدارمي والبيهقي والحاكم وصححه من حديثه بنحوه .
وأخرج أبو يعلى وابن حبان والطبراني والبيهقي عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سهل بن سعد الساعدي . إن لكل شيء سناما ، وسنام القرآن سورة البقرة ، من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام ، ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال
وأخرج أحمد ومحمد بن نصر بسند صحيح عن والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : معقل بن يسار ، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت البقرة سنام القرآن وذروته الله لا إله إلا هو الحي القيوم من تحت العرش فوصلت بها .
وأخرج البغوي في معجم الصحابة في تاريخه عن وابن عساكر ربيعة الجرسي قال : قال : السورة التي يذكر فيها البقرة ، قيل : فأي البقرة أفضل ؟ قال : أي القرآن أفضل ؟ نزلت من تحت العرش آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة . سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
وأخرج أبو عبيد وأحمد في صحيحه تعليقا والبخاري ومسلم عن والنسائي قال " أسيد بن حضير يحيى وكان قريبا منها فأشفق أن تصيبه ، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتدري ما ذاك ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال : تلك الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت تنظر إليها الناس لا تتوارى منهم ولهذا الحديث ألفاظ . بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت فانصرف إلى ابنه
وأخرج الترمذي وحسنه النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن قال " أبي هريرة . بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثا فاستقرأ كل رجل منهم " يعني ما معه من القرآن " فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال : ما معك يا فلان ؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة ، قال : أمعك سورة البقرة ؟ قال : نعم ، قال : اذهب فأنت أميرهم
وأخرج البيهقي في الدلائل عن قال : عثمان بن أبي العاص ، استعملني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أصغر القوم الذين وفدوا عليه من ثقيف ، وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة .
وأخرج البيهقي في الشعب بسند صحيح عن الصلصال بن الديهمس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا قال : ومن قرأ سورة البقرة في [ ص: 22 ] ليلة توج بتاج في الجنة .
وأخرج أبو عبيد عن عن عباد بن عباد عن عمه جرير بن حازم جرير بن يزيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيل له : ألم تر إلى لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ، قال : فلعله قرأ سورة البقرة ، قال : فسئل ثابت بن قيس بن شماس ثابت فقال : قرأت سورة البقرة .
قال ابن كثير وهذا إسناد جيد ، إلا أن فيه إبهاما ثم هو مرسل .
وقد روى أئمة الحديث في فضائلها أحاديث كثيرة وآثارا عن الصحابة واسعة ، ومن فضائلها ما هو خاص بآية الكرسي ، وما هو خاص بخواتم هذه السورة ، وقد سبق بعض ذلك ، وما هو في فضلها وفضل آل عمران ، وقد سبق أيضا بعض من ذلك وما هو في فضل السبع الطوال ، كما أخرج أبو عبيد عن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : واثلة بن الأسقع وفي إسناده أعطيت السبع مكان التوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، وأعطيت المثاني مكان الزبور ، وفضلت بالمفصل وفيه لين ، وقد رواه بسند آخر عن سعيد بن بشير . سعيد بن أبي هلال
وأخرج أيضا عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : وقد رواه عنها من أخذ السبع فهو خير أحمد في المسند باللفظ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : . من أخذ السبع الأول من القرآن فهو خير
وأخرج أبو عبيد عن في قوله تعالى : سعيد بن جبير ولقد آتيناك سبعا من المثاني [ الحجرات : 87 ] قال : هي السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس ، وبذلك قال مجاهد ومكحول وعطية بن قيس وأبو محمد القاري شداد بن عبد الله
وقد ورد ويحيى بن الحارث الذماري . وكذا القرآن كله . ما يدل على كراهة أن يقول القائل : سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء
فأخرج ابن الضريس في الأوسط والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قال لا تقولوا : سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كله ، ولكن قولوا : السورة التي تذكر فيها البقرة ، والسورة التي يذكر فيها آل عمران ، وكذا القرآن كله ابن كثير : هذا حديث غريب لا يصح رفعه ، وفي إسناده يحيى بن ميمون الخواص وهو ضعيف الرواية لا يحتج به .
وأخرج البيهقي في الشعب بسند صحيح عن قال : " لا تقولوا سورة البقرة ، ولكن قولوا السورة التي تذكر فيها البقرة " . ابن عمر
وقد روي عن جماعة من الصحابة خلاف هذا .
فثبت في الصحيحين عن أنه رمى الجمرة من بطن الوادي ، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ثم قال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة . ابن مسعود
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأهل السنن والحاكم وصححه عن حذيفة قال : " " الحديث : وأخرج صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة من رمضان فافتتح البقرة ، فقلت : يصلي بها في ركعة ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها مترسلا أحمد وابن الضريس والبيهقي عن عائشة قالت : " " . كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الليل فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء
وأخرج أبو داود في الشمائل والترمذي والنسائي والبيهقي عن قال : " عوف بن مالك الأشجعي " الحديث . قمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة ، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف