[ ص: 596 ] 1712 - ذكر وفاة أبي ذر رضي الله عنه ودفنه بأيدي رهط من الكوفة
4430 - حدثنا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال : حدثني ابن إسحاق يزيد بن سفيان ، عن ، عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : عبد الله بن مسعود تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون : يا رسول الله ، تخلف فلان ، فيقول : " دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه " حتى قيل : يا رسول الله ، تخلف أبو ذر ، وأبطأ به بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه " فتلوم أبو ذر رضي الله عنه على بعيره فأبطأ عليه ، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ، فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماشيا ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض منازله ، ونظر ناظر من المسلمين ، فقال : يا رسول الله ، هذا رجل يمشي على الطريق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " كن أبا ذر " فلما تأمله القوم ، قالوا : يا رسول الله ، هو والله أبو ذر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أبا ذر يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده " فضرب الدهر من ضربته ، وسير رحم الله أبو ذر إلى الربذة ، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني ، ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق ، فأول ركب يمرون بكم فقولوا : هذا أبو ذر ، فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب ، فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره ، فإذا في رهط من ابن مسعود أهل الكوفة ، فقالوا : ما هذا ؟ فقيل : جنازة أبي ذر فاستهل رضي الله عنه يبكي ، فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يرحم الله ابن مسعود أبا ذر يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده " ، فنزل فوليه بنفسه حتى أجنه ، فلما قدموا المدينة ذكر لعثمان قول عبد الله وما ولي منه " . لما سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى
[ ص: 597 ] هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .