اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ أَوَمَا تَرَى أَنَّ الْمَصَائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرَى الْمَنِيَّةَ لِلْعِبَادِ بِمَرْصَدِ مَنْ لَمْ يُصَبْ مِمَّنْ تَرَى بِمُصِيبَةٍ ؟
هَذَا سَبِيلٌ لَسْتَ فِيهِ بِأَوْحَدِ وَإِذَا ذَكَرْتَ مُحَمَّدًا وَمُصَابَهُ
فَاجْعَلْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ
لَوْ كُنْتَ يَا أَحْمَدُ فِينَا حَيَّا إِذًا رَشَدْنَا وَفَقَدْنَا الْغَيَّا
بِأَبٍ أَنْتَ وَأُمِّي مِنْ نَبِيِّ لَمْ تَرَ عَيْنَايَ وَلَا عَيْنُ أَبِي
مَا حَلَّ مِنْ بَعْدِكَ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الْأَذَى وَالْفِتَنِ الْعِظَامِ
أَلَيْسَ مِنْ بَعْدِكَ قَلَّ الْعَدْلُ وَكَثُرَ الْجَوْرُ وَشَاعَ الْقَصْلُ
لَنَا فِكْرَةٌ فِي أَوَّلِينَا وَعِبْرَةٌ بِهَا يَقْتَدِي ذُو الْعَقْلِ مِنَّا وَيَهْتَدِي
لِكُلِّ أَخِي ثُكْلٍ عَزَاءٌ وَأُسْوَةٌ إِذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ التُّقَى فِي مُحَمَّدِ
لِمَنْ تَبْتَغِي الذِّكْرَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ إِذَا كُنْتَ لِلنَّبِيِّ الْمُطَهَّرِ نَاسِيَا
تَكَدَّرْ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا كَانَ صَافِيَا
فَكَمْ مِنْ مَنَارٍ كَانَ أَوْضَحَهُ لَنَا وَمِنْ عِلْمٍ أَضْحَى وَأَصْبَحَ عَافِيَا
رَكَنَّا إِلَى الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ بَعْدَهُ وَكَشَّفَتِ الطِّمَاعُ مِنَّا الْمَسَاوِيَا
أَلَا أَيُّهَا النَّفْسُ النَّؤُومُ تَنَبَّهِي وَأَلْقِ إِلَيَّ السَّمْعَ إِلْقَاءَ حَازِمَهْ
ضَلَالٌ وَإِدْخَانٌ وَظَنٌّ مُكَذَّبُ رَجَاؤُكِ أَنْ تَبْقَيْ عَلَى الدَّهْرِ سَالِمَهْ
وَقَدْ غُصَّ بِالْكَأْسِ الْكَرِيهَةِ أَحْمَدُ وَمَاتَ فَمَاتَ الْحَقُّ إِلَّا مَعَالِمَهْ
عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا فُضِّلَ الَّذِي وَصَدَّقَ ذُو الشُّحِّ الْمُطَاعُ لِوَائِمَهْ
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد أوما ترى أن المصائب جمة
وترى المنية للعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة ؟
هذا سبيل لست فيه بأوحد وإذا ذكرت محمدا ومصابه
فاجعل مصابك بالنبي محمد
لو كنت يا أحمد فينا حيا إذا رشدنا وفقدنا الغيا
بأب أنت وأمي من نبي لم تر عيناي ولا عين أبي
ما حل من بعدك في الإسلام من الأذى والفتن العظام
أليس من بعدك قل العدل وكثر الجور وشاع القصل
لنا فكرة في أولينا وعبرة بها يقتدي ذو العقل منا ويهتدي
لكل أخي ثكل عزاء وأسوة إذا كان من أهل التقى في محمد
لمن تبتغي الذكرى بما هو أهله إذا كنت للنبي المطهر ناسيا
تكدر من بعد النبي محمد عليه سلام الله ما كان صافيا
فكم من منار كان أوضحه لنا ومن علم أضحى وأصبح عافيا
ركنا إلى الدنيا الدنية بعده وكشفت الطماع منا المساويا
ألا أيها النفس النؤوم تنبهي وألق إلي السمع إلقاء حازمه
ضلال وإدخان وظن مكذب رجاؤك أن تبقي على الدهر سالمه
وقد غص بالكأس الكريهة أحمد ومات فمات الحق إلا معالمه
عليه سلام الله ما فضل الذي وصدق ذو الشح المطاع لوائمه