الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=1565 80 - الحديث الخامس : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=9516إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة : غفر له ما تقدم من ذنبه }
الحديث يدل على أن الإمام يؤمن . وهو اختيار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره . واختيار مالك : أن التأمين للمأمومين . ولعله يؤخذ منه nindex.php?page=treesubj&link=1565جهر الإمام بالتأمين . فإنه علق تأمينهم بتأمينه . فلا بد أن يكونوا عالمين به . وذلك بالسماع . والذين قالوا " لا يؤمن الإمام " أولوا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا أمن الإمام " على بلوغه موضع التأمين . وهو خاتمة الفاتحة ، كما يقال " أنجد " إذا بلغ نجدا . و " أتهم " إذا بلغ تهامة . و " أحرم " إذا بلغ الحرم . وهذا مجاز . فإن وجد دليل يرجحه على ظاهر هذا الحديث - وهو قوله " إذا أمن " فإنه حقيقة في التأمين - عمل به . وإلا فالأصل عدم المجاز .
ولعل مالكا اعتمد على عمل أهل المدينة ، إن كان لهم في ذلك عمل ، ورجح به مذهبه . وأما دلالة الحديث " على الجهر بالتأمين فأضعف من دلالته على نفس التأمين قليلا ; لأنه قد يدل دليل على تأمين الإمام من غير جهر .
وموافقة تأمين الإمام لتأمين الملائكة ظاهره : الموافقة في الزمان . ويقويه الحديث الآخر { nindex.php?page=hadith&LINKID=10326إذا قال أحدكم : آمين ، وقالت الملائكة في السماء : آمين . [ ص: 230 ] فوافقت إحداهما الأخرى } وقد يحتمل أن تكون الموافقة راجعة إلى صفة التأمين ، أي يكون تأمين المصلي كصفة تأمين الملائكة في الإخلاص ، أو غيره من الصفات الممدوحة . والأول أظهر .
وقد تقدم لنا كلام في مثله في قوله صلى الله عليه وآله وسلم " غفر له ما تقدم من ذنبه " وهل ذلك مخصوص بالصغائر ؟ .