قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا .
الحارث بن ضرار الخزاعي قال : قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني إلى الإسلام ، فأقررت به ودخلت فيه ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت : يا رسول الله ، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته ، فيرسل إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولا لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة . فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له ، وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأته ، فظن الحارث أنه [ ص: 109 ] قد حدث فيه سخطة من الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فدعا سروات قومه ، فقال لهم : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان وقت [ لي ] وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة ، وليس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخلف ، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت ، فانطلقوا فنأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ إلى الحارث ] ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة ، فلما أن سار الوليد بن عقبة الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : [ يا رسول الله ] إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي . فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعث إلى الحارث ، فأقبل الحارث بأصحابه ، إذ استقبل البعث وفصل من المدينة فلقيهم الحارث ، فقالوا : هذا الحارث ، فلما غشيهم قال لهم : إلى من بعثتم ؟ قالوا : إليك ، قال : ولم ؟ قالوا : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بعث إليك ، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله ، قال : لا ، والذي بعث الوليد بن عقبة محمدا بالحق ما رأيته البتة ولا أتاني . فلما دخل الحارث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " " ، قال : لا ، والذي بعثك بالحق ما رأيته بتة ، ولا أتاني ، وما احتبست إلا حين احتبس علي رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خشيت أن يكون كانت سخطة من الله - عز وجل - ورسوله ، قال : فنزلت الحجرات منعت الزكاة وأردت قتل رسولي ؟ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين إلى هذا المكان فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم . رواه 11352 عن أحمد إلا أنه قال : والطبراني الحارث بن سرار بدل ضرار ، ورجال أحمد ثقات .