الفضل : الزيادة ، واستعماله في الخير ، وفعله فعل يفعل ، وأصله أن يتعدى بحرف الجر وهو ( على ) ثم بحذف ( على ) على حد قول الشاعر ، وقد جمع بين الوجهين :
وجدنا نهشلا فضلت فقيما كفضل ابن المخاض على الفصيل
وأما في الفضلة من الشيء ، وهي البقية ، فيقال : فضل يفضل ، كالذي قدمناه ، وفضل يفضل ، نحو : سمع يسمع ، وفضل يفضل ، بكسرها من الماضي ، وضمها من المضارع ، وقد أولع قوم من النحويين بإجازة فتح ضاد فضلت في البيت وكسرها ، والصواب الفتح .
الجزاء : القضاء عن المفضل والمكافأة ، قال الراجز :
يجزيه رب العرش عني إذ جزى جنات عدن في العلالي العلا
والإجزاء : الإغناء .
قبول الشيء : التوجه إليه ، والفعل قبل يقبل ، والقبل : ما واجهك ، قال القطامي :
فقلت للركب لما أن علا بهم من عن يمين الحبيا نظرة قبل
الشفاعة : ضم غيره إلى وسيلته ، والشفعة : ضم الملك ، الشفع : الزوج ، والشفاعة منه ; لأن الشفاعة والمشفوع له : شفع ، وقال الأحوص :
كان من لامني لأصرمها كانوا لليلى بلومهم شفعوا
وناقة شفوع : خلفها ولد ، وقيل : خلفها ولد وفي بطنها ولد ، الأخذ : ضد الترك ، والأخذ : القبض والإمساك ، ومنه قيل للأسير : أخيذ ، وتحذف فاؤه في الأمر منه بغير لام ، وقل الإتمام . العدل : الفداء ، والعدل : ما يساويه قيمة وقدرا ، وإن لم يكن من جنسه ، وبكسر العين : المساوي في الجنس والجرم . ومن العرب من يكسر العين من معنى الفدية ، وواحد الأعدال بالكسر لا غير ، والعدل : المقبول القول من الناس ، وحكي فيه أيضا كسر العين ، وقال ثعلب : العدل : الكفيل والرشوة ، قال الشاعر :
لا يقبل الصرف فيها نهاب العدلا
النصر : العون ، أرض منصورة : ممدودة بالمطر ، قال الشاعر :
أبوك الذي أجدى علي بنصره وأمسك عني بعده كل قاتل
وقال الآخر :
إذا ودع الشهر الحرام فودعي بلاد تميم وانصري أرض عامر
والنصر : العطاء ، والانتصار : الانتقام . النجاة : التنجية من الهلكة بعد الوقوع فيها ، والأصل : الإلقاء [ ص: 188 ] بنجوة ، قال الشاعر :
ألم تر للنعمان كان بنجوة من الشر لو أن امرأ كان ناجيا
الآل : قيل بمعنى الأهل ، وزعم أن ألفه بدل عن هاء ، وأن تصغيره أهيل ، وبعضهم ذهب إلى أن ألفه بدل من همزة ساكنة ، وتلك الهمزة بدل من هاء ، وقيل : ليس بمعنى الأهل لأن الأهل القرابة ، والآل من يئول من قرابة أو ولي أو مذهب ، فألفه بدل من واو ، ولذلك قال يونس في تصغيره : أويل ، ونقله نصا عن العرب ، وهذا اختيار الكسائي أبي الحسن بن الباذش ، ولم يذكر في باب البدل أن الهاء تبدل همزة ، كما ذكر أن الهمزة تبدل هاء في : هرقت ، وهيا ، وهرحت ، وهياك . وقد خصوا ( آل ) بالإضافة إلى العلم ذي الخطر ممن يعلم غالبا ، فلا يقال : آل الإسكاف والحجام ، قال الشاعر : سيبويه
نحن آل الله في بلدتنا لم نزل آلا على عهد إرم
قال الأخفش : لا يضاف ( آل ) إلا إلى الرئيس الأعظم ، نحو : آل محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وآل فرعون لأنه رئيسهم في الضلالة ، قيل : وفيه نظر ; لأنه قد سمع عن أهل اللغة في البلدان فقالوا : آل المدينة ، وآل البصرة ، وقال : لا يجوز أن يقال : فلان من آل الكسائي البصرة ، ولا من آل الكوفة ، بل يقال : من أهل البصرة ، ومن أهل الكوفة . انتهى قوله ، وقد سمع إضافته إلى اسم الجنس وإلى الضمير ، قال الشاعر :
وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك
وقال : هدبة
أنا الفارس الحامي حقيقة والدي وآلي كما تحمي حقيقة آلكا
وقد اختلف في اقتباس جواز إضافته إلى المضمر ، فمنع من ذلك ، الكسائي ، وأبو جعفر النحاس وأبو بكر الزبيدي ، وأجاز ذلك غيرهم . وجمع بالواو والنون رفعا وبالياء والنون جرا ونصبا ، كما جمع أهل فقالوا : آلون ، والآل : السراب ، يجمع على أفعال ، قالوا : أأوال ، والآل : عمود الخيمة ، والآل : الشخص ، والآلة : الحالة الشديدة .
فرعون لا ينصرف للعلمية والعجمة ، وسيأتي الكلام عليه . سامه : كلفه العمل الشاق ، قال الشاعر :
إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا أن نقر الخسف فينا
وقيل : معناه : يعلمونكم من السيماء ، وهي العلامة ، ومنه : تسويم الخيل ، وقيل : يطالبونكم من مساومة البيع ، وقيل : يرسلون عليكم من إرسال الإبل للرعي ، وقال أبو عبيدة : يولونكم ، يقال : سامه خطة خسف ، أي أولاه إياها . السوء : مصدر أساء ، يقال : ساء يسوء ، وهو متعد ، وأساء الرجل : أي صار ذا سوء ، قال الشاعر :
لئن ساءني أن نلتني بمساءة قد سرني أني خطرت ببالك
ومعنى ساءه : أحزنه ، هذا أصله ، ثم يستعمل في كل ما يستقبح ، ويقال : أعوذ بالله من سوء الخلق وسوء الفعل : يراد قبحهما . الذبح : أصله الشق ، قال الشاعر :
كأن بين فكها والفك فأرة مسك ذبحت في سك
وقال :
كأنما الصاب في عينيك مذبوح
والذبحة : داء في الحلق ، يقال منه : ذبحه يذبحه ذبحا ، والذبح : المذبوح . الاستحياء هنا الإبقاء حيا ، واستفعل فيه بمعنى أفعل . استحياه وأحياه بمعنى واحد ، نحو قولهم : أبل واستبل ، أو طلب الحياء ، وهو الفرج ، فيكون استفعل هنا للطلب ، نحو : استغفر ، أي تطلب الغفران . وقد تقدم الكلام على استحيا من الحياء في قوله : ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ) النساء : اسم يقع [ ص: 189 ] للصغار والكبار ، وهو جمع تكسير لنسوة ، ونسوة على وزن فعلة ، وهو جمع قلة ، خلافا لابن السراج ، إذ زعم أن فعلة اسم جمع لا جمع تكسير ، وعلى القولين لم يلفظ له بواحد من لفظه ، والواحدة : امرأة .
البلاء : الاختبار ، بلاه يبلوه بلاء : اختبره ، ثم صار يطلق على المكروه والشدة ، يقال : أصاب فلانا بلاء : أي شدة ، وهو راجع لمعنى البلى ، كأن المبتلى يئول حاله إلى البلى ، وهو الهلاك والفناء ، ويقال : أبلاه بالنعمة ، وبلاه بالشدة ، وقد يدخل أحدهما على الآخر فيقال : بلاه بالخير ، وأبلاه بالشر ، قال الشاعر :
جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
فاستعملهما بمعنى واحد ، ويبنى منه افتعل فيقال : ابتلي .