الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما طريقة التوقف عن السيروكسات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد, علما بأن الرهاب لم يكن موجودا في صغري, بدأ معي وعمري 17 سنة, تقريبا منذ حوالي 5 سنوات, واستخدمت السيروكسات لمدة 4 أشهر, إلى أن وصلت الجرعة إلى 40 ملم صباحا, ولكن -للأسف- لم أشعر بتحسن إطلاقا، وأنا الآن أريد أن أتوقف عن السيروكسات تدريجيا ما الطريقة؟

وشكرا, وجزاكم الله كل الخير, وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

التوقف عن الزيروكسات يجب أن يكون متدرجًا, وهناك طريقتان:
1) أن تخفض نصف حبة كل عشرة أيام، وبعد أن تصل إلى النصف الحبة الأخير تناوله يومًا بعد يوم, لمدة عشرة أيام أيضًا, هذه طريقة جيدة ومفيدة، لكن يجب أن تدعم هذه الطريقة بممارسة الرياضة، النوم المبكر، التفكير الإيجابي، تطبيق تمارين الاسترخاء, هذه سوف تجعل الأمر يسير بسلاسة شديدة جدًّا -إن شاء الله تعالى-.

2) أن تبدأ بتخفيض الزيروكسات بمعدل نصف حبة، وبعد أن تنتهي من الحبة الأولى, وتظل على حبة واحدة هنا ابدأ في تناول البروزك (فلوكستين) بجرعة عشرين مليجرامًا، وبعد أسبوع من بداية تناول البروزاك خفض جرعة الزيروكسات واجعلها نصف حبة في اليوم، واستمر على هذه لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف تمامًا عن الزيروكسات, استمر على البروزاك بعد أن تتوقف عن الزيروكسات لمدة أسبوعين, لماذا البروزاك؟
البروزاك يعرف عنه أنه ليست له آثار انسحابية، وهو قريب جدًّا من الزيروكسات، ونسبة لإفرازاته الثانوية فإنه يغطي تمامًا على الآثار الانسحابية للزيروكسات.

إذن يمكنك أن تتخير أيًّا من الطريقتين، وكلاهما جيد، وفي الطريقة الثانية أيضًا احرص على ممارسة الرياضة, وتمارين الاسترخاء، هذه هي الإجابة عن سؤالك.

وأود أن أنصحك بأمر مهم، وهو: أن تذهب وتقابل الطبيب, أنت ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، ولم تستفد من جرعة البروزاك - وهي أربعون مليجرامًا - وهذه جرعة جيدة جدًّا, إذن ربما يكون هنالك إشكالية حول التشخيص، ربما يكون التشخيص غير صحيح، فكثير من الناس تختلط عليهم الأمور, بسبب أن أنواع القلق كثيرة, وأنواع المخاوف كثيرة، فأنا أنصحك بأن تذهب وتقابل الطبيب, وذلك من أجل رصد الأعراض التي تعاني منها وتحليلها، ومن ثم يستطيع الطبيب أن يعطيك التشخيص الصحيح.

الاحتمال الثاني هو: أن الزيروكسات لم يناسبك من الناحية الجينية، بالرغم من أنه دواء فعال وممتاز جدًّا، حتى وإن كان التشخيص صحيحًا - وهو الرهاب الاجتماعي - فما دام عدم التوافق الجيني موجودا, فالدواء لن يفيدك كثيرًا، وهنا ربما ينتقل الإنسان إلى بدائل أخرى, مثل عقار زولفت مثلاً.

لا شك أن العلاج السلوكي للرهاب الاجتماعي مطلوب في جميع الأحوال، وهذا يجب أن يكون مدعمًا رئيسيًا مصاحبًا للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً