الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني استبدال السبرالكس بالزيروكسات للخوف الشديد؟

السؤال

أعاني من خوف شديد، ذهبت لطبيب وأعطاني سبرالكس 40 مليجرام في اليوم، وتحسنت بنسبة بسيطة الآن أريد أن أبدل السبرالكس بالسيروكسات أو أضيف على السبرالكس مضاد اكتئاب آخر.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً أخي الكريم: لا بد أن تحدد نوعية الخوف، هنالك عدة مخاوف، أنواع مختلفة، هنالك الخوف البسيط، وهنالك الخوف المركب، وهنالك نوبات الفزع، وهنالك الخوف الاجتماعي، هنالك الخوف من الأمراض، فتحديد نوعية الخوف مهم.

والأمر الثاني: الذي يجب أن نتأكد منه أن خمسين بالمائة من الذين يعانون من المخاوف تجد عندهم أيضًا توجهات وسواسية أو لديهم عسر في المزاج، هذا أيضًا يُحدد نوعية وطريقة العلاج.

النقطة الثالثة - وهي مهمة جدًّا - الأدوية تساعد في علاج المخاوف، هذا لا شك فيه، لكن التركيز على الآليات السلوكية والمعرفية مهم جدًّا لعلاج الخوف، فأرجو أن تتواصل مع طبيبك لتستفسر أكثر عن حالتك، ودع الطبيب يساعدك في وضع الآليات العلاجية الأخرى.

بالنسبة للسبرالكس هو دواء رائع، دواء فاعل، دواء ممتاز جدًّا، قطعًا جرعة الأربعين مليجرامًا في اليوم: مع تقديري الشديد لمن نصحك بها إلا أنني لا أعطي هذه الجرعة أبدًا، الجرعة المعقولة هي عشرون مليجرامًا، وفي حالات نادرة نعطي ثلاثين مليجرامًا؛ لأن الجرعات الكبيرة قد تخرج المريض من الحيز أو الطيف العلاجي؛ لأن الحيوية البيولوجية للدواء وتأثيراته الاستقلابية - من خلال ما يسمى التمثيل الأيضي، وهو يتم عن طريق إنزيمات معينة في الكبد - قد لا تكون دقيقة أو جيدة.

بالنسبة للزيروكسات: دواء رائع في علاج المخاوف خاصة المخاوف الاجتماعية، والزولفت - والذي يعرف علميًا باسم سيرترالين -أيضًا دواء رائع جدًّا، في بعض الأحيان هذه الأدوية أيًّا كانت - السبرالكس أو الزيروكسات أو الزولفت - قد تحتاج لأدوية أخرى تدعيمية، والدواء التدعيمي دائمًا يُعطى لفترة قصيرة حتى تبدأ الفعالية الرئيسية للدواء الأصلي، بعد ذلك يمكن أن يتم التوقف عن تناول الدواء المساعد، ويستمر الإنسان في الدواء الأصلي.

أشكرك، جزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والمعافاة - ولنا جميعًا - في الدين والدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية أبو مهند

    الله يجزاك الجنة يا دكتور على أسلوبك الأكثر من رائع.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً