الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بتناول البروزاك بدل السيروكسات لأنه زاد وزني وأثر هذا في نفسيتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عندي استشارة نفسية، وأتمنى أن تفيدوني جزاكم الله خيراً.
عمري 22 عاما، كنت أعاني من رهاب اجتماعي، وقلق وتوتر واكتئاب، وبعد وفاة أبي زاد الرهاب عندي والعزلة وكرهي للحياة، وقررت أن أذهب لدكتورة نفسية وصفت لي حبوب السيروكسات 25 جم، ونفعت معي لآخر درجة، استمريت عليها سنة و3 شهور، ولاحظت زيادة في وزني بشكل ملحوظ، حوالي 13 كلجم، وراجعت الدكتورة بعد سنة وطلبت مني أن أزيد الجرعة بأخذ حبتين، استمريت على الحبتين لمدة شهر، ثم رجعت لأخذ حبة واحدة، لأن وزني زاد، وصار عندي اكتئاب وإحباط بسبب وزني، وقررت أن أتركها من دون استشارة الدكتورة، اتبعت طريقة التدريج في موقعكم.

وبعد الانتهاء من مدة التدريج مارست الرياضة خلال الشهرين الماضيين، وانعدمت شهيتي للأكل، ولكن لم ينفع معي، زاد مرضي بسبب الوزن، وبعد شهر من تركي للحبوب رجعت لي حالة الاكتئاب وكرهي للحياة، والملل من كل شيء والعصبية، كنت أعلم أنها فترة الانسحاب وجاهدت لكي لا أرجع لاستخدام السيروكسات، ولكن -ولله الحمد- خف الرهاب قليلا، وفي هذه الفترة مشاعري جدا مضطربة، وفكرت أن أستخدم حبوب البروزاك من قراءتي عنها في موقعكم، وأنها مثل مفعول السيروكسات ولكنها لا تسبب زيادة الوزن، مع العلم أني تركت السيروكسات لزيادة وزني فقط.

بماذا تنصحونني جزيتم خيراً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wafa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب واستشارتها.
بالنسبة لفترة العلاج السابقة والتي كان جوهرها تناول الباروكستين – أي الزيروكسات – بجرعة كبيرة نسبيًّا، نتج عن ذلك تحسُّن ملحوظ في حالتك، لكن حدثت زيادة في الوزن، وهذا متوقع من الزيروكسات.

الآن – أيتها الفاضلة الكريمة – حالتك جيدة لدرجة كبيرة، وأعتقد أن الأصل في الأمور في مثل هذه الحالات هي أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، أن تتخلصي من القلق، وتحوليه إلى قلق إيجابي من خلال حسن إدارة الوقت، وأن تعددي من نشاطاتك الاجتماعية، وأن تكوني دائمًا إيجابية في تفكيرك، هذا سوف يفيدك كثيرًا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فاعتقد أن البروزاك هو الأمثل وهو الأفضل في حالتك، حاجتك للدواء ليست كبيرة كما أرى، لكن حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح – أي أن يكون هنالك علاج نفسي وعلاج سلوكي وعلاج دوائي – أقترح بالفعل أن تبدئي في تناول الفلوكستين – أي البروزاك – الجرعة هي كبسولة واحدة، ابدئي بها لمدة شهر، ثم اجعليها كبسولتين في اليوم، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة إلى سبعة أشهر، ثم يمكن أن تجعليها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

يتميز البروزاك بخصائص ممتازة جدًّا، وهو أنه بالفعل لا يسبب زيادة في الوزن، أضيفي إلى ذلك أن دراسات كثيرة أشارت الآن أنه يعالج المخاوف أيضًا بالرغم من أنه أصلاً هو لعلاج الاكتئاب النفسي والوساوس، أضيفي إلى ذلك أن البروزاك يتمتع بوجود إفرازات ثانوية في الدم، أي بعد أن يتوقف الإنسان عن تناوله تقوم هذه الإفرازات الثانوية بدور ممتاز جدًّا، وهي التغطية الكاملة لوجود الدواء في الدم؛ مما يجعل هنالك استحالة لأن تظهر أي أعراض انسحابية.

أيتها الفاضلة الكريمة، لا تنسي تمارين الاسترخاء، وكذلك ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، هذه - إن شاء الله تعالى - فيها خير عظيم لك، وقطعًا حفاظك على صلواتك ووردك القرآني اليومي، والأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، هذا فيه دعم نفسي كبير بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمدوووو

    كلام جميل وجربت السروكسات وبيزود الوزن

  • الإمارات حمد محمد

    جزاكم الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً