الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسنت بعد البروزاك ولكن عدم التركيز والنسيان يهدد دراستي في الطب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يبارك فيه.

أنا فتاة عمري 20 عاما، منذ عام أرسلت لكم استشارتي وكانت عن الخوف من الموت والقلق والهرع، ونصحتموني بأن أحافظ على الصلوات في وقتها، وعمل تمارين الاسترخاء وغيره في الرد على استشارتي.

ولكن بعد ذهابي لعدة مشايخ تحسنت حالتي قليلا، ولكن ما زال يراودني الخوف من الموت، والطامة الكبرى أنني رسبت في بعض المقررات الجامعية بسبب عدم مذاكرتي، ولا أستطيع أن أذاكر؛ فدائما أكون شاردة الذهن، وأتكلم مع نفسي كثيرا، ولا أستطيع أن أركز اثناء المذاكرة، وكذلك في الصلاة، وكثيرة النسيان، عملت فحصا للأنيميا ولكنني -ولله الحمد- سليمة.

وقرأت كثيرا عن البروزاك وقررت أن أتناوله كل صباح حبة واحدة، ولم أذهب لدكتور نفسي؛ لأن عائلتي تنقد اللذين يذهبون، فقررت أن أتناوله من دون علم عائلتي، وللأمانة أشعر بتحسن وذهبت عني نوبات الهرع كليا، والخوف أفضل مما كان، ولكن ما زال عندي عدم التركيز والنسيان وعدم رغبة في المذاكرة، وأتكلم مع نفسي كثيرا، وأكاد أجن من ذلك، وآسى على نفسي مما وصلت إليه، فانا أدرس في كلية الطب وأحب هذا المجال كثيرا، ولا أريد أن أخسر مجال حياتي بسبب هذه الأعراض، فأرجوكم ساعدوني لكي أتخطى ما أنا فيه، وأرشدوني للطريق الصواب، فقد تعبت وأنا أرى نفسي ضائعة لا أعرف ماذا أفعل.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجهودك مقدرة جدًّا للتخلص من الخوف والقلق، والخوف من الموت إذا كان بدرجة معقولة ومقبولة فلا بأس به، وإذا كان هذا الخوف مرضيًا - كما هو في حالتك - لا نقول لك تجاهليه، لكن قابليه بشيء من المنطق والنقاش الواقعي مع نفسك، وهذا النقاش يقوم على مبدأ أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه لحظة واحدة، ولا تتركي مجالاً للفراغ، وحاولي أن تكوني دائمًا في حالة استرخاء.

هذه مبادئ علاجية ضرورية، أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالبروزاك دواء جيد، دواء ممتاز، دواء فاعل، لكن يجب أن تكون جرعته أربعين مليجرامًا في اليوم - أي كبسولتين في اليوم - وأعتقد أن رفعك للجرعة لتكون كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك الرجوع مرة أخرى لكبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر على الأقل، هذا من وجهة نظري سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، مع الحرص على النوم المبكر، وتجنب النوم النهاري، وممارسة الاسترخاء وبعض التمارين الرياضية المناسبة، وقراءة شيء من القرآن الكريم خاصة في الصباح بتركيز وتجويد يحسّن من التركيز ولا شك في ذلك.

هذا هو الطريق الصحيح والطريق الصواب، أن تواصلي في ذات إجراءاتك السلوكية الإيجابية السابقة، أن ترفعي جرعة البروزاك حسب ما وصفنا لك، وأن تعدلي نمط حياتك، وأن تحرصي على النوم المبكر، هو جيد جدًّا وفيه فائدة كبيرة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ayat abdelhamed

    المشاكل عامه لها 3 اسباب نفسيه وجسديه وروحيه ...فتاكدى اولا ان الموضوع لاعلاقه له بالامراض الروحيه من حسد وعين وغيره . يمكنكى ان تعرفى بان تستمعى الى رقيه شرعيه بنيه الشفاء..ولو اكتشفتى انك بخير من هذه الناحيه .... وان مشكلتك نفسيه بحته .. فالى جانب الدواء العلاجى حاولى ان تكون حياتك مبهجه اكثر .. مثلا اكتبى لائحه من 100 عن اشياء تجلب لكى السعاده . وخذى وقتك فى كتابتها بتمعن ..
    واخر شئ اريد قوله ان ركزى اكثر فيما تريدين فعلا .. يعنى تخيلى نفسسك فى عالم موازى بلا قيود ماذا تتمنى ان تفعلى ما الذى تريدى تغيره .فكرى بحريه مطلقه ... ثم اسالى نفسك ماذا افعل لاكون هناك ..وابداى باى شئ بسيط لتحقيق احلامك .
    وطبعا لا تنسى كثره الدعاء لنفسك بالشفاء وتحرى اوقات الاجابه .. وصلاه قضاء الحاجه بان يهديكى الله لسبب تعبك وكيفيه علاجه .

    رزقك الله الشفاء العاجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً