الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحونني باستخدام عقار البروزاك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سعادة دكتورنا الغالي محمد عبد العليم، أسأل الله أن يوفقكم وزملاءكم المستشارين وكافة العاملين معكم في موقع (إسلام ويب) لما فيه الخير وصلاح الدين والدنيا.

أنا صاحب الاستشارة الخاصة ذات الرقم (2263075)، فكم أفدتني وطمأنتي يا سعادة الدكتور .. غفر الله لك.

وأفيدك حفظك الله ورعاك أن أكثر معاناتي حالياً ومشكلتي الأولى هي مع الرهاب الاجتماعي، ومعظم صوره وأشكاله وأعراضه المعروفة.

وقد أعاقني كثيراً في حياتي، وعطل تطلعاتي وطموحاتي، وجعلني أتجنب كثيراً من مواقف الحياة، ومسايرة الناس، وتضخيم الأمور، والمخاوف المتزايدة.

ويغلب على ظني أنه كان سبباً في كثير من توتري وقلقي ومخاوفي، وما أعانيه من أفكار ووساوس جنسية وغيرها، نظراً لكثرة فراغي وانعزالي وتجنبي لكثير من المواقف والمناسبات، وتهربي من المواجهة أو تقلد أي مسؤولية، وحتى أمور في حياتي العائلية من سفر وغيره أحسب لها ألف حساب.

وقد حصل أن أسهبت أنا في تفصيل كثير من أفكاري الجنسية وغيرها، وهي بحمد الله لا تعدوا أن تكون (ميلاً جنسياً) يرفضه ديني وعقلي وفطرتي وشهامتي ومروءتي، وأنا بحمد الله وفضله وإذنه في موطن القوة والانتصار دائماً.

ولا يشكل عندي بحمد الله وفضله مشكلة كبيرة مثل الرهاب الاجتماعي وتوابعه، ومتأكد بإذن الله أنها مسألة وقت يسير وتزول عندي هذه المشكلة.

وأنا الآن في طور تغيير النفس، وتجديد نمط الحياة، والحرص على كل ما من شأنه مساعدتي في ذلك من غذاء صحي موزون، وممارسة أنواع من الرياضة كالتمارين والمشي، وتطبيق تمارين الاسترخاء والتأمل وما إلى ذلك ...

ولي رغبة خاصة من سعادتكم الكريم أن نبدأ في علاج الرهاب الاجتماعي وتوابعه، ومن متابعتي لجهودكم وقراءتي لردودكم الطيبة كأنني اطمأننت أن عقار (بروزاك) مناسب لي تماماً، وهو كما استفدته من إجاباتكم من أفضل الأدوية النفسية وآمنها، وأقلها آثاراً جانبية.

فإذا رأيتم حفظكم الله ورعاكم أن تصفوه لي إن كان مناسباً فلكم السبق والفضل بعد الله عز وجل.

ونؤجل تناول العقارات الأخرى لاحقاً إن كان لها حاجة، ولن يكون إلا بإذن الله، وسأوافيكم بإذن الله بكل ما يستجد.

ولكم ولأحبابكم الخير والجنة بإذن الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المتفائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك رسالتك هذه، وكلماتك الرائعة، وأسأل الله لك الصلاح والإصلاح ولنا جميعًا.
أخِي الكريم: أقول لك: إن الرهاب الاجتماعي يمكن هزيمته، لكنه يتطلب نفسًا قويَّة، واستحضار كلامًا لاقتحامه، عملية التردد، المساومة مع الرهاب لا تُفيد أبدًا، الإنسان إذا حقَّره واقتحمه، بل كسر بابه وكسر شوكته، من خلال ذلك يستطيع أن يُعدِّل حياته تمامًا، وقطعًا حين يُهزم الرهاب ويختفي يتغيَّر نمط الحياة تلقائيًا، تُفرش للنفس أبسطة الجمال والأريحية وينتهي القلق والتوترات.

أخِي الكريم: أمامك فرصة عظيمة لأن تقوم بذلك، وأنا أريدك أن تواظب على الآليات العلاجية السلوكية، وحتى إن تأخر العلاج وتأخرت الاستجابة فهي -إن شاء الله تعالى- تأتي؛ لأن نصر الله تعالى دائمًا يأتي للمؤمن، فثبِّتْ لديك هذه الثوابت، وامتلك إرادة التغيير، فهي جوهر الأمر.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأقول لك: نعم –أخِي الكريم– البروزاك علاج رائع، وأنا أحبه كثيرًا، وحبي له قائم على أسس علمية -إن شاء الله تعالى- وليس ميولاً شخصيًا، وهو خير بديل للفافرين، ابدأ بتناوله، توكل على الله، وأسأل الله أن ينفعك به، وأقول لك: إن كل 100 مليجرام من الفافرين تُعادل كبسولة واحدة من البروزاك، فلا إشكال في ذلك أبدًا، وإن شئت أن تُدعم البروزاك بالـ (رزبريدال Risporidal) كما ذكرت لك سلفًا، فهذا أيضاً أمر أعتقد أنه سيكون إيجابيًا ورائعًا جدًّا بالنسبة لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً