الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الرهاب الذي بدأ معي منذ الصغر وإلى الآن! ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

أنا شاب، عمري 20 سنة، أُعاني من خجل وخوف ورهاب اجتماعي بشكل كبير، وهذ أثّر على حياتي منذ صغري، وامتدّ إلى يومنا هذا، فأنا الآن في المرحلة الجامعية، حيث إني لا أستطيع تكوين العلاقات مع الزملاء، ولا حتى الحديث أمام مجموعة من الناس أو المشاركة أثناء المحاضرات، وأصبحت أشعر بالضيق والكره للدراسة؛ لأن فيها تجمعًا، ولا أرتاح فيها.

يعتبرني بعض الأشخاص الذين ربما أعرفهم منذ سنوات أني شخص جديد عليهم، وذلك من خلال المعاملة بشكل رسمي، وكأني لي وضعي الخاص، ومع ذلك أحاول وأتصنع الجرأة وعدم الخجل لمرة أو مرتين، ولكن بدون فائدة، وأعود إلى شخصيتي الضعيفة التي تميل إلى العزلة والصمت وكره الحياة، وأنا أحترق داخلياً؛ لأن هذه ليست شخصيتي الحقيقة التي أُخفيها في داخلي, وإنما شخصيتي الحقيقية أظهرها مع أشخاص قليلين جداً، وأميل لهم جدًا، وأشعر بالراحة وبكامل الحرية في أثناء الكلام معهم.

تسببتْ لي هذه المشكلة بأزمة، حتى مع أقرب المقربين لي، مثل: إخواني، فأصبح بيني وبينهم حواجز لا أساس لها، وكأنهم غرباء، وحتى والدي أعجز بعض الأحيان من فتح أبسط المواضيع معه، والتي ربما تخصني، وكذلك التهرب من مخالطة الأشخاص وعدم الحضور للمناسبات الاجتماعية، وأختلق الأعذار لعدم حضورها، وأتحسس من بعض الأشخاص.

لقد قرأت عن بعض الأدوية، مثل: (السيروكسات) و(لوسترال)، ولا أدري أيهما أنسب لحالتي، وأيضًا أنا متخوف كثيراً من أضرارها الجنسية! فهل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحًا، فهل الضرر مؤقت عند ترك استعمالها أو يستمر طوال الحياة؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوِّن عليك، هل تعلم أن ما يُعرف بالرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي يُصيب 12% من الناس في مجتمع معين، ومع ذلك فالذين يلجؤون للعلاج قلة قليلة.

الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي يتمثَّل في أعراض، مثل: الارتباك والخوف في مناسبات اجتماعية معينة، أو عند الحديث أمام جمع من الناس، ويؤدي هذا بدوره إلى تجنب هذه المواقف وتفاديها، ممَّا يؤثِّر على أداء الشخص الوظيفي وحياته بصورة عامة.

للرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي طريقتان للعلاج، الأولى دوائية، والأخرى نفسية. العلاج الدوائي: ذكرتَ نوعين من الأدوية، وهنالك عدة أدوية، لكنك ذكرت (اللسترال) و(الزيروكسات).

إنني أرى أن تبدأ (اللسترال) بجرعة خمسين مليجرامًا، نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– لمدة أسبوع بعد الأكل، ثم بعدها حبة كاملة (خمسون مليجرامًا)، وذلك لتخفيف بعض الآثار الجانبية، مثل: آلام المعدة والغثيان الذي يحدث في بداية الاستعمال للدواء، وعادةً تحتاج لفترة أسبوعين لتبدأ مفعولها، وتحتاج إلى شهرٍ ونصف أو شهرين لإعطاء نتائج ملموسة، فعليك بالصبر.

أما عن المشاكل الجنسية، وهي إبطاء القذف وضعف الانتصاب فإنها مشاكل مؤقتة، تزول بالتوقف عن الحبوب، ولا تستمر لفترة طويلة، يعني إذا كنت تستعمل الحبوب فهي تأتي، وفي اليوم الذي لا تستعمل فيه العلاج فهذه الأشياء تخف -بإذن الله-، فهوِّن على نفسك، وهي لا تستمر معك.

لا أنسى أن أذكرك بالعلاج السلوكي، وهو: ألا تنزوي وتهرب، عليك بالمواجهة المبرمجة الحقيقية، أي ابدأ بمواجهة بعض الناس، الكلام مع والدك، الكلام مع مجموعة صغيرة، وتتدرج إلى مجموعة أكبر، إلى الكلام مع جمع من الناس تدريجيًا، ابدأ بالأبسط، ثم المُعقَّد إلى الصعب، وبإذن الله تزول هذه الأعراض وتعيش حياة طبيعية.

وللفائدة أيضا راجع هذه الروابط والتي تتحدث عن العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً