الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من مشاعر الخوف والتوتر والقلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم كيف أبدأ، أنا سيدة عمري 28 عاماً، متزوجة ولدي أطفال، عندما كنت بعمر 12 سنة كنت أعاني من التوتر والخوف والقلق باستمرار, وتحديداً الخوف من الله -عز وجل-، ومن يوم القيامة، ومن أحوال الدنيا وما يحدث فيها, وأحلم باستمرار بيوم القيامة وعلاماتها، مما أصابني بالهلع والخوف الشديد, لدرجة أنني الآن أشعر بالخوف وأنا أذكره لكم.

ما زالت تلك المشكلة تلازمني، وازداد الأمر سوءًا، وأشعر بالتقصير تجاه زوجي وأولادي، ولا أستطيع فعل شيء، وأعاني من الكسل والإحباط، وقلة النوم والصداع المستمر، وسرعة الغضب، وأشعر بأنني أحمل ثقلاً على كتفي، وكأنني أحمل أحدهم، وأشعر بأن صدري مقبوض عند التنفس، وأعاني باستمرار من إفرازات المعدة، عندما أشعر بالخوف، وأشعر برعشة وسرعة ضربات القلب، وسرعة في التنفس عندما أسمع أي خبر معين، مع العلم بأن الأخبار كلها أصبحت محبطة للغاية.

لا أقصر في صلاتي، وأتمنى من الله أن يهديني إلى ما يحب ويرضى, ولكن مشكلتي أصبحت تزداد وتكبر، وما باليد حيلة، فلا أشعر بطعم للحياة، مع أنني أتمنى أن أستمتع بها، وأن لا أفوت لحظة فيها بعيداً عن زوجي وأولادي، وأتمنى أن أسعدهم، وأسعد بهم، ولكنني لا أستطيع، فكيف السبيل للخلاص مما أعانيه؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hind حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

السلوكيات أو مجموعة الأحاسيس والمشاعر التي تبدأ من الطفولة وتستمر بعدها، تصبح نمطًا من أنماط الشخصية، وواضح أن لك شخصية حساسة جدًّا وقلقة ومتوجِّسة طيلة الوقت، وهذا ينعكس في الخوف المستمر الذي استمر معك، والخوف هذا يزيد وينقص حسب ما تمرين به من أحداث، وعندما يصل ذروته تحسِّين بأعراض الخوف الجسدية، مثل الانقباض في المعدة، سرعة التنفس، سرعة دقَّات القلب.

الخوف من الله، ومن يوم القيامة شيء إيجابي، لأنه يدفع الإنسان إلى التقوى والالتزام، ولكن إذا أصبح طيلة الوقت ويؤثِّر على الإنسان يأخذ منحى مرضي.

إذًا هذه الأشياء أثَّرتْ عليكِ، وجعلتك أحيانًا تشعرين بالإحباط، فشعور الاكتئاب شعور ثانوي لما تعانين منه، ولذا أرى أن حالتك تتطلب تدخل علاجي نفسي، يجب عليك أن تقابلي معالجًا نفسيًا يُحسن الاسترخاء النفسي، تحتاجين إلى دروس في الاسترخاء النفسي، الاسترخاء النفسي نوعان: استرخاء عضلي واسترخاء تنفُّسي، كما يمكنك اتباع أشياء بسيطة تؤدِّي إلى الاسترخاء، مثل:
• الرياضة - خاصة رياضة المشي - أو بعض التمارين الخفيفة في المنزل.
• المحافظة على الصلاة.
• المحافظة على قراءة القرآن والذكر والدعاء.

ومع هذه الأمور يمكنك أخذ علاجات للمساعدة والتغلب على هذا التوتر، وهناك دواء يصلح لعلاج التوتر والأعراض الجسدية معًا، يُسمَّى تجاريًا باسم (سيمبالتا Cymbalta)، ويعرف علمياً باسم (دولكستين Dyloxetine) ثلاثين مليجرامًا، حبة يوميًا قبل النوم، سيبدأ المفعول بعد أسبوعين، -وإن شاء الله تعالى- بعد فترة -شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين- تختفي أو تنخفض معظم هذه الأعراض، حتى تستطيعي العيش بحياةً متوازنة، وبعدها أنصحك بالاستمرار في تناول هذا الدواء لفترة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر، مع العلاج السلوكي والجلسات النفسية، -وإن شاء الله تعالى- يُساعدك هذا كثيرًا في أن تتخلصي من هذه الأشياء، وتعيشين حياة هانئة مطمئنة.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً