الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وهلع؛ فهل أستمر على الزولفت أم أغيّره؟

السؤال

السلام عليكم.

حضرة الدكتور محمد عبد العليم: أعاني من حالات هلع واكتئاب منذ سنين طويلة، منذ عامين جربت الزولفت فتحسنت كثيراً على الـ 50 مع لفترة 5 أشهر، ثم عدت إلى حالة الاكتئاب والهلع مرة أخرى.

بدأت منذ 7 أسابيع باستخدام الزولفت مرة أخرى، ولكن ليس هناك تحسن، فهل يجب الانتظار أو تغيير العلاج؟

أشكركم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

حين نتحدث عن العلاج؛ يجب ألا يقتصر حديثنا فقط عن العلاج الدوائي، لا بد أن تكون هنالك قناعة ومعرفة وإلمام بالعلاجات السلوكية، وهي بسيطة جدًّا: أن يُغير الإنسان فكره السلبي إلى فكرٍ إيجابي مهما كانت الظروف، وأن يقبل الإنسان ذاته ويتفهمها ثم يسعى في تطويرها.

أخِي الكريم: هذه أسس مهمة جدًّا، والاكتئاب لا بد أن يُهزم، وسوف يُهزم. الرياضة لها تأثير إيجابي جدًّا على النفوس والأجساد، الرياضة تؤدِّي إلى تغيرات كيميائية إيجابية في دماغ الإنسان وجسده. التمارين الاسترخائية مهمة جدًّا. الحرص على أمور الدين: العبادة، صلة الرحم، كل هذا يُدعم الإنسان وينفعه نفسيًا.

أنا أعرف أنك حريص على كل ذلك، وددتُّ فقط أن ألفت انتباهك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا تُبدِّل الـ (زولفت Zoloft) الزولفت دواء رائع جدًّا، لكن أعتقد أنك تحتاج أن ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً، وهذه ليست جرعة كبيرة أبدً، هي الجرعة الوسطية، حيث إن الجرعة الكاملة قد تصل إلى 200 مليجرام في اليوم، لكن لا أراك في حاجة لمثل هذه الجرعة.

وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تُدعم الزولفت بعقار يعرف تجاريًا باسم (بسبار Buspar) ويعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone)، هذا دواء في الأصل مضاد للقلق، لكن وجد أنه يدعم فعالية الزولفت والأدوية المشابهة بصورة ممتازة جدًّا.

جرعة البسبار هي 5 مليجرام صباحًا ومساءً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 10 مليجرام صباحًا ومساءً لمدة 3 أشهر، ثم 5 مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم 5 مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أما الزولفت فأود أن أقترح أن تستمر على جرعة 100 مليجرام ليلاً، على الأقل لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تنقل نفسك للجرعة الوقائية، وهذه يمكن أن تكون 50 مليجرام ليلاً لمدة عامٍ مثلاً، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك اجعل الجرعة 25 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 25 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الزولفت.

وتدعيم فعالياتك السلوكية والاجتماعية والإسلامية سوف تكون إضافات عظيمة جدًّا، تمنع الانتكاسات حتى بعد أن تتوقف من تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً