الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سريعة الغضب ولا أستطيع التحكم فيه، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

نوّر الله دربكم.

أود أن أستشيركم حول الغضب: عمري 25 سنة, أنا سريعة الغضب، وحتى على أمور تافهة، أعلم هذا، ولكني لا أستطيع التحكم فيه، حتى أني أتخيل مواقف؛ حيث أغضب وأتشاجر مع الناس, ويؤثر ذلك على نفسيتي وأعصابي; يعني تخيلاتي الباطنية تؤثر سلبا على ظاهري.

أحتاج وأريد كظم الغيظ والتوقف عن التخيل كثيرا، فكثيرا ما أعيش في تخيلاتي، وأتفاعل معها.

جزاكم الله خيرا، أحتاج حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Meryam حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

في كثير من الأحيان فإن العصبية أو الغضب والانفعال إنما هي عرض ونتيجة ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة والأسرية والاجتماعية؛ مما يمكن أن يفسّر هذا الغضب وهذه العصبية التي تشتكين منها؟

فمثلا: عندما يعيش الإنسان في ظروف صعبة، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في الاعتراض أو الانتقاد، أو حتى التشكي...، فقد يجد نفسه ميالا للغضب والعصبية في مواقف أخرى وظروف أخرى، فمثلا قد تنزعجين في عملك، أو في بعض المواقف الاجتماعية، وقد تعترضين على بعض مواقف وتصرفات الناس والأقرباء، ولكنك تجدين صعوبة في أن تقولي لهم حقيقة ما تشعرين به تجاههم وتجاه تصرفاتهم اللامسؤولة أو غير المناسبة، وكذلك قد تجدين نفسك أمام بعض الناس الأكبر منك عندما يصدرون إليك بعض التعليمات والأوامر أو الانتقادات...، إلا أنك تشعرين بالحرج من الاعتراض أو الانتقاد أو حتى الردّ، فلا شك أن كل هذا يجعلك تمتلئين بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي تختزن في نفسك، وتتراكم عبر الزمن، والتي تنتظر أن تخرج، وعندما تجدين نفسك أمام موقف مختلف، ولا علاقة له بالذي حدث بينك وبين الآخرين، ومن حيث لا تدرين تجدين نفسك منفجرة بالغضب والعصبية...، وأنت تسألين نفسك: لماذا غضبت وانفعلت؟!

ابحثي وفكّري بتفاصيل حياتك وظروف معيشتك، واسألي نفسك:

• ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجك أو تشعرك بالغضب؟
• ما هي المواقف التي تشعرين فيها بالعصبية إلا أنك لا تستطيعين التعبير عنها؟
• كيف يمكن أن تفرغي مشاعرك وعواطفك بطريقة صحيّة سليمة وغير ضارة؟
• ما هي الهوايات التي تستمتعين بها في حياتك؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة أو المواقف الصعبة التي تعيشينها، وستعينك على التغيير الذي تريدين.

مارسي الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك، والتي تستمتعين بها، والتي تساعدك في التعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك كالرسم والتمثيل والإنشاد.

وإذا وجدت صعوبة في التغيير المطلوب، أو إذا زادت شدة معاناتك، فلا تترددي في الحديث مع أخصائية نفسية، فهناك بعض المهارات التي يمكنك تعلمها وممارستها والتي تدخل تحت باب إدارة الغضب والانفعال.

ولا شك أنك ستجدين بعد بعض الوقت شيئا من التحسن في ثقتك في نفسك وحياتك بشكل عام من خلال حسن تعاملك مع انفعالاتك.

وفقك الله، ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً