الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتناقص السمع حتى ينعدم عند من به ضعف بالسمع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 23 عامًا، وأصبت بضعف سمع منذ ما يقرب من 13 عاما، ومن وقتها سمعي يضعف كل فترة في مقياس السمع، وأستخدم المعينات السمعية الخارجية وراء الأذن، ضعف السمع الآن بين severe,profound
مقياس السمع يقترب من أسفل الرسم البياني بين 110 و120

والدي ووالدتي أقارب وأولاد عمومة، وهذا قد يجعل السبب وراثياً، لأن أخي الأكبر مني بخمسة أعوام أصيب أيضا بضعف في السمع، لكن في العشرينات من عمره، وليس في صغره مثلي وأبواي أصحاء سمعياً.

فماذا ترون في مثل حالاتي؟ وهل يظل السمع يتناقص حتى ينعدم ويحدث صمم كلي، ولن تفيدني المعينات السمعية -لا قدر الله- في المستقبل، أم ماذا يحدث في مثل حالاتي من واقع تجاربكم؟

وهل ينتقل ضعف السمع وراثيا لأبنائي-لا قدر الله-ولم أتزوج بعد؟ وماذا عن متلازمة أوشر؟ قرأت عنها أن مصابي ضعف السمع الوراثي لصلة قرابة بين الأبوين يصابون بالعمى مستقبلا، فهل هذه النظرية صحيحة -لا قدر الله- علمًا أني –والحمد لله- لا يوجد عندي مشاكل في النظر ولا التوازن؟ وأي الفحوصات تنصحوني بها وأي ملاحظات أخرى من علم سيادتكم؟

وشكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا على إفادتكم للمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الأخ المسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل الوراثة لها عامل مهم في مثل حالتك، ونظرا للقرابة بين والديك، ومما يؤكد ذلك ما اعتراك من نقص تدريجي في السمع أنت وأخوك، وقد يقل السمع عن هذا الحد، وقد يقف هذا الانحدار عند حد معين، ولا يمكن توقعه للاختلاف من حالة لأخرى، وقد ينتقل ضعف السمع للأبناء بعد زواجك لوجود العامل الوراثي وبنسب متفاوتة وفقا للصفات السائدة والمتنحية.

وأما بخصوص متلازمة أوشر، وأن الاشخاص الذين يعانون من ضعف شديد بالسمع بسبب عامل وراثي من زواج الأقارب قد يعانون في المستقبل من ضعف أو ذهاب النظر بالكلية، فبالفعل إذا كنت قرأت عنها على النت فهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع حسب شدة ضعف السمع والتوازن والبصر.

النوع الأول (USH1) يتميز بصمم شديد عند الولادة مع مشكلة في حفظ التوازن، ويبدأ بصرهم يضعف بعد بلوغهم السنة العاشرة من العمر، بينما النوع الثاني (USH2) فيتميز بضعف سمع متوسط الشدة عند الولادة، ويبدأ بصرهم بالضعف بعد بلوغهم 20 سنة، ولا يعانون من مشاكل في التوازن إطلاقا.

أما النوع الثالث (USH3) فيتميز بضعف سمع تدريجي (يضعف السمع مع الوقت) بعد البدء بالكلام، ويختلف وقت ظهور ضعف البصر، فقد يظهر بعد السنة العاشرة أو العشرين من العمر، كما أنهم في الغالب لا يعانون من مشاكل في الاتزان، ويمثل النوع الأول والثاني ما نسبة 90-95% من حالات متلازمة اوشر والنوع الثالث يمثل نسبة بسيطة وهي حالات نادرة جدا.

وأما ما ننصح به في مثل هذه الحالات: المتابعة المستمرة لقوة السمع والإبصار للوقوف على أي تغير فيها، ومع الاستمرار على الدعاء بأن يحفظ الله عليك سمعك وبصرك، ويعافيك من كل داء وخاصة في هذه الأيام والليالي الفاضلة.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والسداد، فإنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً