الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعالجت من الرهاب وشفيت ثم عاد، هل أزيد جرعة الدواء؟

السؤال

السلام عليكم

أستخدم السيروكسات 20 منذ سنة لعلاج الرهاب، وشفيت والحمد لله، ولكن بعد سنة وأنا أتناول الدواء عادت أعراض الرهاب! علماً بأني إلى الآن أستخدم السيروكسات، فما الحل؟ هل أزيد الجرعة أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب الرهاب الاجتماعي من الاضطرابات المنتشرة في جميع المجتمعات والشائعة جدًّا، ويُعاني منها كثير من الأشخاص، ولكنهم لا يلجئون للعلاج، بالرغم من تأثُّر حياتهم الاجتماعية أو العملية بسبب هذا النوع من الاضطراب، ويتمثل في خوفٍ وارتباكٍ في المواقف الاجتماعية المُحددة، إمَّا ارتباكا في الخطابة أمام جمع من الناس، أو الدخول في المناسبات الاجتماعية، أو حتى أحيانًا تناول الطعام في المطاعم أمام جمع من الناس، أو حتى الإمضاء على الشيك في البنوك أمام جمعٍ من الناس، وتؤدي هذه الأعراض إلى تفادي هذه المواقف الاجتماعية.

إن حدوث ارتباك في هذه المواقف، وقلق شديد ومحاولة تفاديها، ممَّا يُسبب مشاكل للشخص، لأنه أحيانًا يكون من طبيعة عمله، أو الحياة الاجتماعية التي فيها قد تختلط بالناس وتُواجه الناس.

علاج الرهاب الاجتماعي نوعان: العلاج الدوائي والعلاج النفسي، وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، حيث يتم دراسة مفصَّلة لطبيعة الرهاب الاجتماعي، طبيعة المواقف التي تؤدي إلى الخوف، ومن ثمَّ تحليلها وتصنيفها وترتيبها ترتيبًا تصاعديًا، الأكثر قلقًا ثم الأقل قلقًا، وبعدها يُعطى المريض جلسات وتمارين منزلية، وأحيانًا يُطلب منه تمثيل دور المواجهة عند المعالِج حتى يتم التخلص من القلق تدريجيًا، والأفضل دائمًا الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي.

عقار الزيروكسات من الأدوية في علاج الرهاب الاجتماعي، وجرعته تتفاوت من عشرة مليجرام يوميًا إلى ثلاثين أو أربعين مليجرامًا في اليوم، ولكن – كما ذكرت – يجب أن يكون مع العلاج النفسي.

إذًا – يا أخي الكريم – لا ضير من زيادة الزيروكسات من عشرين مليجرامًا إلى ثلاثين أو أربعين مليجرامًا، ولكن أنصحك بمحاولة إيجاد علاج سلوكي معرفي، مع تناول الزيروكسات، وهذا يكون أفضل وأقوى، وإن شاء الله يمنع انتكاسات أو ظهور المرض مرة أخرى.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً