الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أتوقف عن استعمال دواء نوديب بعد الانتهاء منه؟

السؤال

السلام عليكم..
أطباؤنا الأعزاء جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم على ما تقدمونه لنا.

عمري 22 سنة، منذ حوالي 7 سنوات وأنا أعاني من نوبة الهلع واضطراب الوسواس القهري، ولم آخذ أي علاج في حياتي، فقط كان يذهب الوسواس بفكرة ويرجع بثانية وهكذا.

وكذلك بالنسبة لنوبة الهلع التي كانت تأتيني متفاوتة بعض مضي شهرين أو ثلاثة حتى قررت بدأ العلاج منذ 6 أشهر من الآن.

صراحة لا أخفيك، أحسست براحة خيالية جدا، زالت الوساوس ونوبات الهلع وكأنها لم تكن موجودة بحياتي، تحسنت بنسبة مليون في المائة، وأنا الآن على نفس الوتيرة بل في تحسن متقدم ولله الحمد، فكيف أنني عانيت طوال هذه المدة وأنا مريض والعلاج موجود؟ (فالله ما خلق داء إلا وخلق له دواء).

ذهبت للطبيب ووصف لي دواء نو-ديب 50 ملغ، والمعروف باسم (Zoloft) واسمه العلمي Escitalopram والذي ينتمي إلى أدوية مثبطات سترداد السيروتونين الانتقائية، أخذت العلاج بمعدل حبة واحدة صباحا، استمريت عليه مدة شهر ورجعت للدكتور، وأنا في غاية السعادة، وقد عدت كما كنت طفلا، وأن هذا المرض لم يكن بحياتي أصلا، واختفى كليا، ولم يعد، زال الوسواس ونوبة الهلع، فقرر الطبيب الاستمرار على أخذي لهذا الدواء لمدة 6 أشهر متتالية، فمنذ ذلك الحين وأنا أتناول الجرعة بالتمام والكمال.

وبعد مرور 3 أشهر من أخذي لدواء نو-ديب، سافرت إلى الرياض في السعودية، وبحوزتي جرعة تكفي 3 أشهر من الجرعة الأخيرة، وقد مضى علي وأنا بالرياض شهران، مع الحرص على تناولي للدواء إلى الآن، وقد تبقى معي شهر من الجرعة فقط.

فأسئلتي دكتور كالتالي: فهل أتوقف على تناول دواء نو-ديب بعد نفاذ الكمية المتبقية والتي هي شهر بالتحديد؟
هل سترجع لي الوساوس ونوبة الهلع بعد نفاذ الجرعة؟

مع العلم أنه 6 أشهر هو الحد الأقصى للعلاج، وأني في صحة جدا ممتازة!
هل أشتري الدواء من جديد والذي معروف في الرياض باسم LIASERTAL او LUSTRAL أو أي نوع من أدوية SSRIs وأبدأ بخفض الجرعة تدريجيا؟ فإذا كان الجواب بنعم فكم هي المدة؟ وهل أزور عيادة طبية بالرياض أو طبيبا نفسيا أستشيره مع أن الأمر مكلف للغاية.

مع العلم أني الآن أتمتع بصحة جدا ممتازة والحمد لله رب العالمين الذي يرفع البلاء في طرفة عين.

وشكرا لك دكتور على وقتك الثمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الصمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم:
لا أدري لماذا أخرت العلاج طيلة هذه الفترة، ذكرت أنك كنت تعاني منذ 7 سنوات أي منذ كنت طفلاً، على أي حال الحمد لله الآن تحسنت على العلاج، ونو ديب كما ذكرت 50 مليجراما أو زوالفت اسمه العلمي سيرترالين، وهو من مشتقات (أس أس أر أيز)، التي تقوم بزيادة مادة السيرتونين في مخ الإنسان، وهذه المجموعة هي في الأصل مضادات للاكتئاب، ولكنها فعالة لعلاج الوسواس القهري والقلق والرهاب والهلع، وبالذات السيرترالين أو الزوالفت أو الاسترال، كما ذكرت كل هذه هي أسماء له، وهو دواء فعال جداً في علاج هذه الأشياء، وآثاره الجانبية ليست بالكثيرة مقارنة بالأدوية الأخرى، وجرعته كما ذكرت 50 مليجراما، يبدأ الشخص دائماً بنصف حبة لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويتحسن الشخص عليه بدرجة كبيرة بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين، وإن لم يكن التحسن كاملاً فيمكن زيادة الجرعة إلى 75 مليجراما أو حتى 100 مليجرام، أي حبتين في اليوم.

والحد الأدنى لأخذ العلاج هو 6 شهور وليس الحد الأقصى، الحد الأقصى مفتوح وليس له نهاية، ونهايته هي أن تزول الأعراض نهائياً، ولكن الحد الأدنى هو 6 شهور؛ لأنه وجد أنه إذا ترك الشخص العلاج في 6 شهور الأولى فإنه يكون أكثر عرضة للانتكاسة وظهور الأعراض مرة أخرى.

وطالما الآن أنك في غربة، فنصيحتي لك: بالاستمرار في العلاج؛ لأن الغربة في حد ذاتها تشكل عامل ضغط للشخص، فإذاً أنصحك بالاستمرار في العلاج، والحمد لله متوفر في السعودية باسم الاسترال، وهو نفس الدواء، يجب عليك أن تستمر في العلاج، ولا تتقيد بالـ 6 شهور حتى وإن كنت في حالة جيدة.

ولا أدري إذا كنت ستعود إلى بلدك بعد عدة شهور مثلاً أو بعد شهرين أو ثلاثة، فإني أنصحك بالاستمرار في الدواء حتى ترجع لتقابل الطبيب الذي وصف لك هذا الدواء، ومن ثم سوف يقوم بتخفيضه بصورة تدريجية، وعادة نفضل نحن بخفض ربع الجرعة كل أسبوع، أي تحتاج إلى شهر كامل للتوقف.

أما إذا كنت ستستمر في السعودية أكثر من 3 شهور؛ فيا حبذا لو قابلت طبيبا أخصائيا في السعودية حتى ولو مرة واحدة ليضع لك خطة علاجية لكيفية التدرج في التوقف عنه بعد أن يقوم بفحصك فحصا شاملا، وأخذ التاريخ المرضي، وفحص الحالة العقلية، ومعرفة ظروفك التي تعيش فيها الآن، لأن هذا هو التقييم الصحيح حول أخذ القرار النهائي بالتوقف.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً