الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج وكلما خطبت فتاة تصعب الأمور، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 32 سنة، متدين والحمد لله، و لا أزكي على الله أحداً، وأعمل وعندي بيت، وبدأت أبحث عن زوجة في عمر الثامنة والعشرين، أي بعد أن تهيأت لي الظروف.

أخبرت العائلة بذلك من أم وأخوات وخالات ليبحثن لي عن زوجة، وقد وضعت شروطاً أولها التدين والحجاب الشرعي، وأن تكون ماكثة في البيت، أي لا أريدها عاملة، وإلى حين كتابة هذه الكلمات لم يقدر الله لي الزواج، بعد مرور أربع سنوات، ولي قصص كثيرة، فأرفض بغير سبب.

تتكلم أمي أو أختي مع فتاة وتخبرها عني وتوافق مبدئياً، وحين نريد أن نحدد موعداً للرؤية الشرعية بأن تراني وأراها يتم الرفض بدون سبب مقنع! وأحيانا يرفض والد الفتاة بحجة أن ابنته صغيرة، بعمر عشرين سنة، وأحياناً ترفض الفتاة بحجة أنها تريد أن تعمل، وأنها لا تريد أن تضيع دراستها سداً، وأنا أرفض فكرة عمل الفتاة، لأني أعرف أماكن العمل جيداً، لما فيها من اختلاط...الخ.

كذلك يتم الرفض أحياناً بسبب أني أشترط أن تلبس الحجاب الشرعي، وليس الحجاب المتبرج، لقد تعبت مما حصل لي من قصص، لا يتسع المقام لسردها بالتفصيل، آخرها التقت أمي ببنت من مدينتي، متدينة ومقبولة الجمال، وفيها كل الشروط التي أبحث عنها، فعملنا لقاءً أنا وهي وأمي وأختي، وتكلمنا عن كل شيء ووافقت، وكانت تدرس سنة رابعة في الجامعة، أي بقي لها هذا العام والعام المقبل للتخرج، قلت لها لا أمانع أن تكمل دراستها لقرب الجامعة من بيتي، شرط أننا نقيم العرس هذا العام، لكن أباها رفض الفكرة وقال: لا تتزوج حتى تتم دراستها بعد عامين، وأنا يا شيخ بعمر 32 سنة، أنتظر حتى 34، هذا شيء كثير، والله المستعان.

أنا أتألم داخلياً، وأريد تحصين نفسي بالحلال، وأرى الذين يتبعون الطرق الغير مشروعة هم الذين يتزوجون، عندي من أعرف من الأقران لا يصلون، ولهم صديقات، ولا يتورعون في الصداقات المحرمة عبر الهاتف أو الفيسبوك، كلهم تزوجوا سريعاً، بدون صعوبات، وأنا أدعو الله دائماً بأن يرزقني الزوجة التي تعينني على عبادته.

أرجو منكم المشورة والدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ djamel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الزواج قسمة ونصيب، وله زمن وأجل في القدر، لا يتم قبله، ومطلوب منك أخذ الأسباب لحصول ذلك الأمر في موعده، فما دام أنك تأخذ بالأسباب وتأخر حصوله فلا تسخط ولا تيأس، واصبر حتى ييسر الله لك مرادك، فأنت تبحث عن زوجة مواصفات معينة فلا تستعجل!

كون غيرك يبحث ويحصل على زوجه مع انحرافه وعدم استقامته لا يدل على فضله، ولا أن طريقته هي الصواب.

لا تقس نفسك بالآخرين، واستمر في البحث ولا تيأس ولا تقنط، ففضل الله واسع، ولن يضيعك الله طالما أنت تريد المحافظة على دينك، والبحث عن زوجة صالحة.

لعلك تنوع من أساليب البحث مثل التعرف على الأسر المحافظة أو مراكز تحفيظ القرآن النسائية، أو أئمة المساجد وشيوخ العلم الشرعي، لعلك تجد بواسطتهم بغيتك.

إن لم تجد فأنصحك بخطبة تلك البنت التي اشترط والدها إكمال الدراسة، ومن ثم إقناعه بواسطة من يثق فيه من القرابة والأصدقاء بتعجيل الزواج، وأتوقع بعد الخطبة والعقد الشرعي سيتم التعرف عليك جيداً منه، ويتم الحوار بينكما، ويقتنع بتقديم العرس، لأن التعارف يؤدي إلى التآلف، ويزيل الخلاف في وجهات النظر بإذن الله.

أسأل الله أن ييسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً