الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب الساحة مما يعيق تحركاتي، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رهاب الساحة منذ سنوات، مما يعيق حياتي عن السفر بعيداً، والذهاب للمساجد، والبقاء بها طويلاً، خصوصاً التراويح.

جربت البروزاك سابقاً لمدة ستة أشهر منذ سنوات، وكان التحسن متوسطاً، وما زلت هكذا، وعندي التهاب معدة، وأخاف أن هذه الأدوية تسبب نزيفاً هضمياً.

هل يمكن إعطائي طريقة لعلاج سلوكي؟ وإذا كان ضرورياً فما هو الدواء الذي لا يسبب نزيفاً؟ لأني قلق جداً من هذا، حيث يبعد أقرب طبيب نفسي نحو 500 كم، مما يصعب التنقل إليه.

توجيهاتكم، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك التوفيق والسداد -أخي الكريم- رهاب الساحة يجب أن يعالج فكرياً وسلوكياً، من خلال تحقير الفكرة وتحقير نتائجها، وأن تعلم أن هنالك مبالغة في الأعراض النفسية والجسدية التي تأتيك هذه مهمة جداً.

أخي الكريم، لا مانع من أن تكون معك رفقة آمنة من وقت لآخر، خاصة في بدايات العلاج، وعليك أن لا تكون نمطياً، أي حتى المسجد الذي تذهب إليه يفضل أن تستبدله بمسجد آخر من وقت لآخر، إذا كان هذا بالإمكان، لأن النمطية والروتينية دائماً ليست جيدة بالنسبة لمريض رهاب الساحة.

الرياضة مهمة جداً، وتطبيق تمارين الاسترخاء مهم جداً لك، هذه كلها علاجات، الذهاب إلى العمل يجب أن يكون في وقته وبالتزام أن تخرج إلى المجمعات التجارية من وقت لآخر، الجلوس مثلاً في مطعم مرة أو مرتين في الشهر مع أحد أصدقائك، أو أحد أفراد أسرتك، هذه كلها -أخي الكريم- نراها علاجات وعلاجات مجربة.

أريدك أن تحرص على استعمال المصاعد في العمارات، لأن رهاب الساحة كثيراً ما يكون مرتبطاً بالخوف من المرتفعات أو الأماكن الضيقة، هذه كلها علاجات وعاجات سليمة.

أخي الكريم، بالنسبة للبروزاك هو دواء جيد، لكنه ليس الأفضل لعلاج رهاب الساحة، وأنا أريد أن أطمئنك تماماً حول ما ذكر عن النزيف الهضمي، هذا أمر قليل جداً، ويحدث فقط عند كبار السن، وأنا خلال ممارساتي لهذه المهنة لأكثر من 30 عاماً لم أر إلا حالة واحدة وفي شخص بعمر 55 عاماً.

لا تنزعج حول الدواء، والدواء الأفضل بالنسبة لك سوف يكون إما السيرترالين أو استالبرام، سيرترالين يعرف باسم زوالفت والستالبرام يعرف باسم سبرالكس كما تعرف، وأنا أفضل أن تبدأ بالسبرالكس، ابدأ بجرعة 5 مليجرام يومياً، تناولها ليلاً لمدة أسبوع ثم اجلعها 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم اجعلها 20 مليجراماً لمدة 6 أشهر وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة، وهذه المدة كافية، بعد ذلك خفض العلاج إلى 10 مليجرام يومياً لمدة 6 أشهر ثم اجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم اجعله 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أحد الآثار الجانبية التي تحدث من السبرالكس قد يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، فأرجو أن تحرص في نوعية الأطعمة التي تتناولها، إذا كنت لا تريد زيادة في الوزن.

كما أنه قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية لدى بعض الرجال، وما أشيع حول العجز الجنسي ليس صحيحاً، وأؤكد أنه حتى وإن أدى إلى تأخر القذف أو نقص بسيط في حجم السائل والماء المنوي فهذا لا يؤثر مطلقاً على الذكورية والصحة الإنجابية للرجل.

وددت أن أذكر لك هذه الأعراض لأني حريص جداً أن يعرف الناس كل شيء عن الدواء، هو دواء غير حياة الناس، دواء ممتاز ولا أشك في ذلك أبداً، ويمكنك أن تدعم الأستالبرام بعقار آخر وهو الدوجماتيل، هذا تتناوله لفترة شهرين فقط، ابدأ بكبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم كبسولة صباحاً، وكبسولة مساء، لمدة شهر ثم كبسولة واحدة مساء لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناوله.

إنا نعتبره علاجاً داعماً وسريع الفاعلية، وكثيراً ما يقلل من القلق والتوتر المرتبط بنوبات رهاب الساحة، تقبل الله طاعتكم، وأشكرك كثيراً على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عقاب

    شكرا لكم و ثقتنا فيكم ناتجة عن ما نجده من حسن الانصات و حسن الرد.
    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً