الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بعدم التوازن وطنين وانغلاق الأذن، ما سبب هذه الأعراض؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية الأمر كان قبل سنة حيث شعرت بإنغلاق الأذن، فذهبت إلى استشارية، فأخبرتني بوجود سوائل خلف الطبلة، والتهاب في الأنف، وصرفت لي أدوية، فشفيت -والحمد لله- بعدها بفترة 3 أو 4 شهور أصبحت أذني تنغلق لفترة ثم تفتح بلا علاج، وفي شهر 11 انغلقت، فأحسست بعدم التوازن، وفجأة ارتفع وانخفض الضغط، مما سبب لي دوخة واستفراغا، فتم نقلي للمستشفى، وتم عمل فحوصات دم وأشعة مقطعية للرأس، وكانت سليمة، وصرف لي بيتاسيرك 8، وبعدها بيومين ذهبت لعيادة أنف وأذن وحنجرة، وعملت الفحص، وكانت الأذن سليمة، وصرف لي:
قطرة ciprocin 4 نقط مرتين في اليوم، وبخاخا للأنف nasonex مرتين في اليوم، وأقراص betaserc8 مرتين في اليوم، وكبسولات ginsavit مرة في اليوم، وأقراص stugeron 25 مرتين في اليوم، لمدة 10 أيام، فخفت الحالة تدريجيا، وبعدها بعشرة أيام سافرت لمسافة 400 كيلو.

في يوم الرجوع استيقظت من النوم وذهبت بالمركبة فأحسست بعدم الإتزان وثقل بالرأس وطنين وانغلاق بالأذن وهبط الضغط إلى 90/50، وتم نقلي للطوارئ، وتم الكشف، وصرف لي دواء بيتا سيرك 8 حبة كل 12ساعة، ومضاد أوماسيلين 250 حبتين كل 12 ساعة، ونيورفيت حبة كل 24 ساعة، وقد أخبرني شخص أن أخاه عانى من نفس الأعراض، وكانت بسبب التهاب الأذن الوسطى.

بعد عودتي من السفر راجعت استشاري أنف وأذن وحنجرة، وذكرت له الأعراض، وعملت فحصا وتخطيطا للسمع، وتأكدت من سلامة الأذن، وأخبرني ربما يكون داء منيير، وصرف لي بيتا سيرك 16 حبتين يوميا لمدة 3 أسابيع، وجنكوسان حبة يوميا.

بعدها قرأت في الإنترنت أن الفك الصدغي يسبب مثل هذه الأعراض، خصوصا أني عانيت من الفك الأيسر، حيث كان يؤلمني مع وجود طقطقة عند المضغ، فراجعت استشاري جراحة وجه وفكين، فعمل لي الحارس الليلي، ولكن بلا فائدة.

الآن أنا أشكو من طنين الأذن اليسرى باستمرار، وأحيانا أشعر بثقل وعدم التوازن عند تحريك الرأس يمنة ويسرى، مع فرقعة في الأذن عند البلع والتثاؤب، والشعور بعدم وضوح الرؤية وزغللة، أو وجود ضغط على العين.

ذهبت لاختصاصي أنف وأذن وحنجرة، فأخبرني بوجود التهاب في الأنف، وصرف لي أفاميس معلق للأنف مرتين في اليوم، وأقراص لورين 10 حبة قبل النوم.

أفيدوني في مشكلتي، ما سببها؟ وكيف أتعالج منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تكرار أدوار البرد وما يصاحبها من انسداد بالأنف يسبب انسدادا مزمنا بقناة أستاكيوس، وهي القناة الممتدة من نهاية البلعوم الحلقي وحتى الأذن الوسطى، لتعادل الضغط على جانبي الطبلة، وبانسداد تلك القناة يتكون ضغط سلبي داخل الأذن الوسطى مما يقلل من مستوى السمع التوصيلي، مع صوت طقطقة أو فرقعة في الأذن مع البلع أو التثاؤب، أو مع حركة الفك السفلي، وهذه الفرقعة بسبب فتح قناة أستاكيوس المغلقة رغما عنها.

ولكي نساعد على فتح قناة أستاكيوس وعودة الأمور إلى سابق عهدها، يجب أن نعالج سبب انسداد الأنف والمؤدي إلى تلك المشكلة سواء كان سبب انسداد الأنف انعواجا في الحاجز الأنفي - بإجراء عملية جراحية لتقويم الانعواج - أو كان السبب حساسية الأنف.

أغلب ظني أنك تعاني منها بسبب أن طبيبك المعالج قد وصف لك أفاميس وحبوب لورين كمضاد للهيستامين، وذلك بتجنب مهيجات الحساسية من تراب ودخان وعطور وخلافه، مع استخدام بخاخ الحساسية فلوكسيناز أو رينوكورت مع حبوب مضادة الهيستامين مثل كلارا أو كلاريتين مرة كل مساء.

أما انسداد قناة أستاكيوس نفسه فيمكننا التغلب عليه بمضغ اللبان باستمرار، مع عمل الفلسلفا وهي النفخ بقوة مع إغلاق الأنف والفم، فيتوجه الهواء المحبوس بقوة في اتجاه الفتحة الثالثة المتبقية وهي فتحة قناة أستاكيوس ليفتحها عنوة مسببا تلك الفرقعة أو الطقطقة.

كما ننصح باستعمال نقط أوتريفين مرتين يوميا، ولكن لمدة لا تزيد عن خمسة أيام؛ لإزالة احتقان الأنف، مع حبوب كلارا أو كلاريتين أو تيلفاست حبة كل مساء؛ لإزالة الاحتقان حول قناة أستاكيوس، وبالتالى التخلص من الانسداد والفرقعة.

لكن بخصوص ما زاد عليك من عدم وضوح الرؤية والزغللة أو وجود ضغط على العين، فقد يكون بسبب إجهاد عينك على التلفاز أو الكمبيوتر أو الموبايل لساعات طويلة، فيجب البعد عن تلك الأجهزة لثلاثة أيام على الأقل، وإن استمرت تلك الأعراض فلا بد من العرض على اختصاصي العيون.

وأما طنين الأذن أو ثقلها مع عدم الإتزان فتلك غالبا ما تكون أعراض مرض منيير، ولذا قد تحتاج لبعض الفحوصات مثل تخطيط سمع وقياس ضغط طبلة الأذن، مع أشعة مقطعية للإذن في حال استمرار تلك الأعراض؛ للتأكد من عدم وجود أي أورام حميدة قد تشكل ضغطا في حيّز قاع الجمجمة الضيق.

والله الموفق.
-----------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د عبدالمحسن محمود -استشاري أنف وأذن وحنجرة-،
وتليها إجابة: د. شادي زهير طعمة -اختصاص أمراض العيون وجراحتها-.
----------------------------------------------------------
جميع الاحتمالات الواردة التي ذكرتها سواء داء منيير أو التهاب الأذن الوسطى أو انخفاض ضغط الدم، جميعها تترافق مع تشوش بالرؤية ونقص في التركيز.

والأكثر احتمالا هنا هو انخفاض الضغط الدموي -هذا بالنسبة للأعراض العينية-، لذلك يجب التركيز أكثر على هذا الاحتمال.

ويجب أولا فحص العينين بشكل دقيق وشامل والتأكد من القدرة البصرية وضغط العين وفحص العصب البصري وقاع العين.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً