الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سيطرة الوساوس والأفكار الغريبة على عقلي وتفكيري.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد تركي لدواء (سيروكسات سي آر 25 ) وتحويلي ( لدواء زولوفت 50) مع (ريسبال Risperidone عيار 1) للأفكار المزعجة والمتضاربة، عادت الوساوس والخوف كثيراً من فقد الوالد أو الوالدة -لا قدر الله- فمثلاً اليوم كان عيد مولدي، الجميع فرح إلا أنا، شعرت بحزن كبير وشعور غريب يأتي من أعماقي بأني عندما أكبر سيكبر الوالد والوالدة معي، مع أنها سنة الحياة، فكيف أتعامل مع التقدم بالعمر بالنسبة لي وبالنسبة للأهل؟

علماً بأن والدي مريض وأخاف من فقدانه.

أخاف من المرض كثيراً، وأنا حساس جداً لأبعد الحدود التي تتصورها يا دكتور، فعندما يبكي طفل أشعر بأني أود البكاء معه، وأتناقش نقاشات حادة مع الأهل الذين يقتلون أولادهم، وعند ظهور أي مشهد تلفزيوني مؤثر تدمع عيني من أي شيء.

علماً بأن والدي ووالدتي حساسون كذلك، ومنذ الصغر أتمنى أن نموت كلنا في يوم واحد، لكي لا أحد بيننا يتعذب على الثاني.

ما الشيء الذي تنصحني به دكتور؟ وكيف ستذهب الغصة التي أشعر بها في كل ساعة تمضي من عمري؟ وأنا الآن متوقف عن الدراسة والعمل فماذا أفعل؟

عمري 21 سنة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإنسان يجب أن تكون لديه القدرة على تصفية الأفكار وتنقيتها، يجب أن لا أقبل أي نوع من الأفكار التي تأتيني، ومن خلال ترتيب الأفكار وتصفياتها أقبل ما هو مقبول وأرفض ما هو مرفوض، أي قولك أنك تتمنى كلكم أن تموتوا في يوم واحد هذا كلام غير منطقي وكلام وسواسي ولا أساس له، هذا فكر يجب أن يحقر، ويجب أن تثبت في كيانك الوجداني أن قضية الموت قضية محسومة، والأعمال والآجال بيد الله تعالى، إنك ميت وإنهم ميتون، قناعتك يجب أن تكون على هذه الشاكلة.

كل المطلوب هو أن تسأل الله تعالى أن يحفظ والديك ويحفظك وأن يطيل في أعماركم في عمل الصالحات والخيرات، وأن تكثر من أن تسأل الله تعالى حسن الخاتمة، وأن تسأل الله تعالى العافية، فهي أعظم ما يمكن أن يسأله الإنسان من الله تعالى، أنت محتاج أن تحقر هذا الفكر المشوه، هذا الفكر غير منطقي، وأنا أنصحك حقيقة بأن تتواصل اجتماعياً، لأنك تفرغت تماماً للأفكار السلبية والوسواسية، وغير المنطقية، لا يمكن أن تكون الآن دون عمل أو دون دراسة، أنا أريد أن يكون لحياتك معنى أيها الفاضل الكريم.

مهما كانت المكابدة والجهد ومعوقات الحياة، لكن أي شاب في مثل عمرك يجب أن يستفيد من الطاقات العظيمة التي وهبها الله تعالى لك، اخرج وعش الحياة بكل قوة واقبل تحدياتها، والأمور لا تأتي بالسهولة في الكثير من الأحيان، ولكن يجب أن نكافح ويجب أن نجاهد، ويجب أن نجتهد، أنت محتاج لهذا، وإن عشت الحياة بقوة كل الذي بك سوف ينتهي تماماً، هذه الأفكار السلبية وهذه الوساوس وموضوع الغصة التي تحدثت عنها، أن تشغل نفسك وتعيش حياة لا تسيطر فيها الوساوس عليك، هذا هو الذي أنصحك به.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالزيروكسات والزوالفت أدوية متقاربة جداً من بعضها البعض، إن أردت أن ترجع للزيروكسات فليس هنالك ما يمنع من ذلك، وتتوقف عن الزوالفت، لكن أريدك أن تدرك أن الدواء لا يمكن أن يكون علاجاً أساسياً ووحيداً في حالتك، الدواء يساعد، عملية التغيير الفكري والوجداني وما يتعلق بالأفعال والسلوك وأن تكون إيجابياً في كل شيء، هذا هو الذي سوف يفيدك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً