الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحل في الاستمرار بأخذ الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في جهودكم.

أتعالج من الرهاب الاجتماعي منذ أربع سنوات، بدأت بالعلاج النفسي بجلسات فردية وجماعية مع تحسن بسيط، استمرت الأعراض تضايقني، راجعت الأخصائي النفسي بعد سنة ونصف، وبدأت بأخذ سيروكسات جرعة بسيطة مع إنديرال 20، مع إعادة الجلسات النفسية المكثفة، استمررت لمدة سنة، ثم انتكست حالتي بسبب ظروف خاصة، فوصف لي الطبيب بروزاك 60 وإنديرال 40، و20 عند اللزوم، تحسنت كثيرا، حتى أوقفت العلاج قبل 5 شهور.

حاليا أنا سعيدة ومرتاحة، لكني توظفت قبل ثلاثة أشهر، ولاحظت عودة الخفقان والتلعثم والرعشة عند بعض المواقف وخلال المحاضرات، فعدت إلى الإنديرال 40 يوميا كل صباح.

هل أحتاج لمراجعة الطبيب؟ وهل هناك خطورة لو استمررت على الإندرال لسنوات؟ وهل يؤثر على القلب؟

لا أريد العودة إلى الأدوية النفسية، فقد تعبت من أعراضها الجانبية، وكان يصعب علي التركيز في عملي عندما كنت أتناول البروزاك.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متفائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأبارك لك الوظيفة الجديدة، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرًا في الدنيا والآخرة.

الحمد لله تعالى أنت خطوتِ خطوات علاجية ممتازة ومتقدمة، ويُعرف أن المكونات الرئيسية للعلاج تُكمّل بعضها البعض، هنالك العلاج الدوائي، وهنالك العلاج النفسي، وهنالك العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، وأحسبُ أنك قد أخذت منها جميعًا، فأنت قابلتِ الطبيبة والأخصائية النفسية من أجل الجلسات السلوكية، ثم تناولتِ الدواء، وأحسبُ أنك اجتماعية، إنسانة فاعلة، وإسلاميًا إنسانة ملتزمة.

فهذه الأربعة هي المكونات الرئيسية التي دائمًا نُطالب الناس ونذكّرهم بها من أجل أن تكون لديهم صحة نفسية إيجابية.

وأنت الآن الحمد لله تسيرين على مسار الصحة النفسية الإيجابية، فأرجو أن تواصلي في الطرق المعرفية السلوكية التي تدرَّبتِ عليها، وأهم شيء أن تكوني دائمًا إيجابية في تفكيرك وسلوكك ومشاعرك، وتجاهلي هذا الخفقان والتلعثم والرعشة، هذا يمكن تجاهله تمامًا، وأنا أنصحك بأن تتدرَّبي على تمارين الاسترخاء، هي من أفضل الوسائل التي تعطي الإنسان استرخاء مزاجيا واسترخاء نفسيا، وهذا ينتج عنه قطعًا استرخاء الجسم، فاحرصي على تطبيق تمارين الاسترخاء، أنا متأكد أن الأخصائية النفسية أو الأخصائي النفسي حين قابلتيه قد قام بتدريبك على هذه التمارين، وإن لم يحدث هذا فهنالك برامج كثيرة جدًّا على الإنترنت توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

وبالنسبة لنمط حياتك أيضًا: حاولي أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، خاصة من خلال النوم الليلي المبكر، وعليك أيضًا بالتوازن الغذائي، الحرص على الصلاة في وقتها، وتلاوة شيء من القرآن يوميًا، هذا يبعث كثيرًا من الطمأنينة في النفس، الترفيه عن نفسك بما هو جيد، الحرص على القراءة والإطلاع، هذه كلها مكونات علاجية مهمَّة جدًّا.

وتعوّدي وتعلَّمي ألَّا تراقبي وظائفك الجسدية، موضوع الخفقان والتلعثم والرعشة وجد أنه مرتبط ارتباطًا تامًّا لدرجة مراقبتنا لوظائفنا الفسيولوجية، والقلب يضرب ويخفق، هذا أمر طبيعي، لكن الشخص الحسَّاس يرى في هذا الأمر مبالغة، وحين يركّز على خفقان القلب يزداد لديه الخفقان، وكذلك التلعثم، فحاولي أن تتجاهلي.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالإندرال لا بأس به، الإندرال دواء بسيط جدًّا، فقط لا يُسمح بتناوله بالنسبة للذين لديهم انسداد في القلب – وهذه حالات نادرة – وأقصد بذلك الانسداد الكهربائي، بمعنى: أن ضربات القلب بطيئة تقل عن الخمسين ضربة في الدقيقة، أو الذين لديهم ربو، هؤلاء أيضًا لا ننصح لهم باستعمال الإندرال.

وأود أن أنبّهك أن الإندرال عمره النصفي قصير نسبيًا، بمعنى أنه لا يبقى في الدم أكثر من خمسة عشرة ساعة، لذا استعمال جرعتين في اليوم أفضل من جرعة واحدة، يعني يمكن نفس الأربعين مليجرامًا تجعلينها عشرين مليجرامًا في الصباح وعشرين مليجرامًا في المساء، هذا قد يكون أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً