الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدوية النفسية هل تسبب الضعف الجنسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه من استشارات نافعة في كل المجالات.

ثانياً: لدي تساؤلات أتمنى أن أجد لها أجوبة لديكم: كنت أعاني منذ فترة من مشاكل الرهاب وأعراضه مثل: الرعشة والتعرق والخجل، واستمرار بلع اللعاب إلخ، ووصف لي طبيب مختص قبل أربع سنوات تقريباً علاج (زولفت+إندرال)، ونوع ثالث لا أتذكره، واستمررت على استخدام الدواء فترة عشرة أشهر ثم قطعته، وكانت النتيجة رائعة -والحمد لله-، حيث ذهبت أغلب الأعراض وتحسنت حالتي كثيراً، وعندها توكلت على الله وتزوجت، ولكن لاحظت أن عندي ضعفا جنسيا (ضعف انتصاب)، فهل لتناول الأدوية المذكورة علاقة بهذا الضعف؟ وهل للأدوية التي استخدمتها أي أعراض جانبية؟

الأمر الآخر المهم، على الرغم من تحسن حالتي كما أسلفت ومرور عامين ونصف على قطع العلاج لكن في الفترة الأخيرة رجعت لي بعض الأعراض بشكل خفيف خصوصاً بلع اللعاب، وخفقان القلب بعض الأحيان، والخوف من المستقبل، وتذكر ذكريات سيئة إلخ فبماذا تنصحوني؟

رجاء لو وصفتم لي أي دواء أن تكتبوا الوصفة باللغة الإنجليزية حتى أستطيع أن أشتري المطلوب كوني أعيش في بلد غير عربي.

جزاكم الله كل خير مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء أن نعرف أنك قد استطعت أن تتخلص تمامًا من مشاكل الرهاب وأعراضه، ونسأل الله تعالى لنا ولكم دوام العافية والصحة.

بالنسبة للآثار الجنسية السلبية للزولفت وللإندرال:
أولاً: الزولفت – وحسب الجرعة التي يتناولها الإنسان – قد يؤدي إلى تأخّر في القذف المنوي لدى الرجال، وإذا كانت الجرعة مائة مليجراما أو أكثر ربما يحدث ضعف جنسي بسيط جدًّا عند حوالي عشرين بالمائة من الرجال الذين يتناولون هذا الدواء، لكن في ذات الوقت – وخاصة مع الجرعات الصغيرة مثل حبة واحدة في اليوم – قد يتحسَّن الأداء الجنسي أيضًا لعددٍ من الرجال، والدواء عامَّة ليس له تأثير جنسي سلبي على المرأة.

وهذا الأثر الجانبي السلبي – وهو الضعف الجنسي – إن حصل فهو عارض ومرتبط بفترة تناول الدواء، بمعنى آخر: أن الإنسان حين يتوقف من الدواء هذا الأثر الجانبي يزول تمامًا. والدواء – أي الزولفت – قطعًا لا يؤثِّر على الذكورية أو الصحة الإنجابية عند الرجل.

فالأمر – أخي الكريم – لا أراه ذا علاقة، أي تناول الدواء وما تعاني منه الآن ممَّا أسميته بضعف الانتصاب.

ثانيًا: بالنسبة للإندرال والذي يُعرف علميًا (بروبرالانول) فهو لا يُسبِّب أي ضعف جنسي، في حالاتٍ نادرة – وإذا كانت الجرعة أكثر من أربعين مليجرامًا – ربما يؤدي إلى سرعة في القذف المنوي، فهو مُعاكس تمامًا لفعل الزولفت، لكن بصفة عامَّة لا يؤدي لضعف الانتصاب أو ضعف جنسي.

فأرجو أن تطمئن -أخي الكريم- وهذا الذي تعاني منه – أي ضعف الانتصاب – ربما يحتاج منك فقط تجاهله، لأن الخوف من الفشل في العلاقة الزوجية يؤدي إلى الفشل.

والأمر الآخر: عليك بممارسة الرياضة، وعليك بالتفكير الجنسي الخصب والمتوازن، وأيضًا اللعب الجنسي الشرعي يُفيد في مثل هذه الحالات، {وقدِّموا لأنفسكم} أي: مُقدِّمات الجماع.

وإذا كان الأمر مزعج واستمرَّ فهنا يجب أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية، خاصة فيما يتعلق بمستوى هرمون الذكورة لديك، وكذلك هرمون الحليب، ووظائف الغدة الدرقية، والفحوصات الطبية العامَّة.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به – أخي الكريم – أما بالنسبة لوضعك الحالي: فيا أخي الكريم: ما يأتيك من أعراض خفيفة أعتقد أنك يمكن تجاوزها من خلال التجاهل، من خلال تحقير فكرة الوسوسة خاصة فيما يتعلق ببلع اللُّعاب، وتطبيق تمارين استرخائية مكثّفة، هذا يُساعدك كثيرًا، والتقليل من شرب الشاي والقهوة، لأن هذا قد يكون له علاقة بخفقان القلب، ونظِّم وقتك، واحرص على صلاتك في وقتها، وعليك بالأذكار. هذا كله إن شاء الله تعالى يزيل عنك الخوف.

التمارين الاسترخائية ذات فائدة عظيمة جدًّا فاحرص عليها.

بالنسبة للدواء: لا أرى أن هناك داع لأي أدوية قوية، فقط ربما تتناول جرعة من الإندرال، والذي تناولته فيما مضى، اجعلها عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناوله. هذه هي الجرعة البدائية التي أنصحك بها الآن، وبعد ذلك يمكنك أن تتناوله عند اللزوم، ظهرتْ عندك الأعراض مثلاً تناول الدواء لمدة يومين أو ثلاثة، ثم توقف عنه، لكن قطعًا لا تحتاج أنت للزولفت أو الأدوية المشابهة.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً