الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد علاج الاكتئاب لم أستطع الاندماج مع مجتمعي فهل أسافر بعيدا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتقد بأن هناك إشكالية لدى الكثير من المكتئبين أو المصابين بالرهاب الاجتماعي، وهي أنهم بعد التعافي من المرض يريدون العودة ولا يستطيعون، بسبب الفترة الطويلة جدا من انقطاعهم عن الناس، مثلاً عندما يرى المتعافى من يعرفهم في المسجد كيف يتصرف؟ وفي حال السلام كيف يجيب على أسئلتهم المحرجة؟ مثل: أين أنت منذ سنوات؟ هل أنت موظف؟ هل تزوجت؟ فهل الواجب أن يبادر بالسلام عليهم أم ينتظرهم يبادرون؟ وكيف يستطيع الشخص أن يتجاوز هذه الأمور بكل قوة؟

أشعر بأن لدي مشكلة كبيرة في المهارات الاجتماعية والكلام مع الناس، أحيان كثيرة أشعر أنني لا أحسن التصرف، فهل يمكن أن يكون الحل في عدم مقدرتي للعودة بعد الغياب الطويل بالسفر والعيش بعيدا عن المجتمع القديم، والانخراط في مجتمع جديد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كلامك صحيح مائة في المائة -يا أخي-، وما تحدثت عنه هو ما يعرف بالتأهيل أو مساعدة المريض في الرجوع إلى حياته الطبيعية، والآن صار يسمى التعافي (برنامج للتعافي)، والتعافي يعني بعد ذهاب الأعراض مساعدة المريض في الرجوع للحياة الطبيعية، وأن يعيش حياة طبيعية، ويرجع إلى ما كان في الأول، أو أحسن من ذلك.

لا يجب الهروب من هذا الموقف والذهاب إلى منطقة أخرى بالعكس كما ذكرت، برنامج التعافي يساعدك على أن ترجع وتمارس حياتك بصورة طبيعية، وقد انتبه الأطباء لهذا الشأن، والآن صارت برامج التعافي تصاحب كل مرض أو تكون جزءا أصيلا من العلاج النفسي بعد العلاج الدوائي، أو الجلسات النفسية، فيقوم الطبيب بإدخال المريض في برامج التعافي وهو مساعدته في أن يرجع كما قلت لحياته الطبيعية، وتحتاج أنت لهذا الشيء، لا يجب عليك الهروب بل المواجهة والرجوع إلى الحياة الطبيعية.

قد تكون الأيام الأولى صعبة، قد تكون المواجهة مربكة، ولكن بالتعاون والإرشاد والمصابرة -إن شاء الله- ترجع إلى حياتك الطبيعية وتعيش طبيعيا كما كنت من قبل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً