الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة عمي أصبت بوساوس الخوف من الموت، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد.

أنا شابة عمري 19 سنة، قبل أسبوعين توفى عمي -رحمة الله- بجلطة في القلب، وبعد سماع الخبر تغير حالي 360 درجة، لم أعد أستطيع التحكم بأفكاري، وأصبح الخوف والوساوس يسيطرون علي، عانيت من الأفكار السلبية بأول وثاني أيام العزاء، ولكنني تفاديتها، وفي اليوم الثالث بدأت الأفكار تسيطر علي وتعبت كثيرا، وهذا ما شعرت به: رجفة، ضربات قلب سريعة، جفاف الحلق، إسهال، التبول لأكثر من مرة، صعوبة في التنفس، وأشعر بخفة في صدري وكأن رئتي غير موجودة.

في البداية كنت أستطيع النوم، ولكن قبل النوم كان يجب أن أتحدث مع أحد بما أشعر به، ليخف ما أشعر به وأستطيع النوم.

بعد ذلك زادت لدي الحالة، أصبحت أشعر بالغثيان، وغصة بالحلق، لم أكن أستطع تناول الطعام، والتزمت الصمت دائما، وحينما أتكلم وأفضفض بما أشعر به، مع القليل من المشي كنت أهدأ، وعندما زادت الحالة أصبحت لا أنام ليلاً بسبب كثرة التفكير والخوف من حدوث خطب ما، كنت أخاف كثيرا وأفكر كثيرا بأنه سيحدث لي ما حدث لعمي، وإلى اليوم والمخاوف والوساوس مستمرة معي، وأخاف بأن تصيبني سكتة قلبية.

ذهبت إلى راق شرعي وقال لي بأنني مصابة بالعين، قمت بما قاله لي الراقي وتحسنت الأعراض وخفت كثيراً، ولكن الوساوس والأفكار تلاحقني، ولا أستطيع حلها أو التغلب عليها؟ وكلما شعرت بأنني بخير بحثت على أي شيء يجعلني أخاف مرة أخرى، لأنني أفكر دائما بأنني أصبحت بخير لأنني سوف أصاب بشيء.

الحمد لله أنا إنسانة تواظب على الصلاة والأذكار، لكنني تعبت، وأشعر أن الصلاة ثقيلة علي، وأود الانتهاء بسرعة، وأشعر بخفة عند الصلاة، ودائما كنت أتعب عند صلاة المغرب والعشاء، وكانت تأتيني الأعراض التي ذكرتها مع البرودة.

في الفترة الأخيرة بت أشعر بنغزات القلب، علماً أن تحاليلي سليمة، ولكن لدي فقر دم ونقص فيتامين (د)، وأشعر ببرودة في الظهر، ولا أعلم ما السبب.

ساعدني فقد انقلبت حياتي رأساً على عقب، أريد علاجاً ولكن لا أريد العلاج بالأدوية، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Raghad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك صغيرة السن، بعمر التاسعة عشرة، وفي هذا السِّن يكثر القلق والتوتر، ويبدو أنك إنسانة قلقة بطبيعة الحال، وحزنت لوفاة العمِّ، ولكن بما أنك إنسانة قلقة فإن طريقة الوفاة زادت عليك القلق وخفْتِ من أن تموتي بنفس طريقة وفاة عمِّك، وظهرتْ عليك أعراض واضحة للقلق وللتوتر.

كل الذي ظهر معك وتعانين منه هي أعراض بدنية للقلق، زيادة ضربات القلب، وضيق التنفس، وكل هذه الأشياء هي أعراض قلق وتوتر ناتجة من وفاة العمِّ عليه -رحمة الله تعالى-، وطالما تلك الأعراض لها سببٌ واضح -إن شاء الله- ستزول مع السبب.

لا تحتاجين لأدوية، فقط تحتاجين لاسترخاء، طالما أنك إنسانة مُصلِّية ومُحافظة على صلاتك –الحمد لله– فأنت في خير، فواصلي وداومي على صلاتك، وحافظي على تلاوة القرآن وقراءته، واحرصي على الذكر والدعاء، والدعاء لموتاكم وموتى المسلمين، والدعاء أن يُزيل عنك هذه الأعراض التي تعانين منها، و-إن شاء الله- تختفي بعد فترة، ولا تحتاجين لأي أدوية.

أختي الكريمة: وإن زادتْ لأي سببٍ من الأسباب فيمكنك المواصلة مع مُعالج نفسي لعمل جلساتٍ للاسترخاء فقط، تحتاجين فقط لمعرفة الاسترخاء الصحيح، إمَّا عن طريق الاسترخاء بالعضلات، أو الاسترخاء عن طريق التنفُّس، وإذا تعلَّمت أي نوع من أنواع الاسترخاء فبعد ذلك يمكنك ممارستها في المنزل بصورة عادية.

وللفائدة راجعي: علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225)، وكيفية عمل تمارين الاسترخاء: (2136015).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً