الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف الآباء والأمهات في الميل لأولادهم، ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

سؤالي: لماذا يميل الآباء في الغالب للبنات بينما تميل الأمهات للذكور؟

هل لذلك أسباب نفسية، أم أنها عادات اجتماعية فقط؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ميل الآباء في الغالب للبنات -كما تميل الأمهات للبنين- هذا الكلام لا يمكن أن نأخذه على الإطلاق بمعنى أنه لا يمكن أن نعممه، وقد تأتي الفكرة الأولى حول هذا الاعتقاد من الدراسات التي أجرتها المدرسة النفسية التحليلية، وقد زعم فرويد وابنته (آنا) ومن بعد ذلك أتباعهم الذين أتوا فيما بعد هذا الاعتقاد، وبكل أسف كان تفسيرهم تفسيراً شاذا، وفيه الكثير من الهرطقة لا يمكن أن يقبلها العقل، والذي قال به فرويد هو أن الابن يميل لأمه؛ لأنه يخاف كثيراً من أن يفقد عضوه التناسلي، بمعنى أن عضوه الذكري لديه قد يقطع ويصبح مثل أمه أو مثل أخته، ويعرف أن الأم لن تقوم بذلك، فعليه يحدث هذا التقارب.

أما بالنسبة بالبنت فقد ادعى فرويد أنها مصابة بما يعرف بحسد القضيب -حسد العضو الذكري- بمعنى أنها تفتقد لهذا العضو، وأن والدها يمتلكه، وخيراً لها أن تتقرب لوالدها من أجل التخلص من هذا الحسد.

هذا بالطبع كلام فارغ ولا يمكن قبوله، وهنالك آراء كثيرة حول هذه الأفكار التحليلية.

أما إذا نزلنا إلى واقع الأمر فنجد أن الأمر فيه بعض العادات الاجتماعية، أو هو في الأصل قائم على بعض المعتقدات الاجتماعية والتي قد يكون فيها بعض الإيجابيات، فعلى سبيل المثال: الآباء قد يميلون إلى البنات والبنات قد يملن إلى الآباء؛ لأن البنت ربما يكون لديها بعض الغيرة حيال أمها، أما بالنسبة للأب فهو يرى أن البنت هي الأضعف، وأنها في حاجة إلى رعايته وإلى حنانه، وفي حاجة إلى حمايته، وأنها سوف تكون أكثر مودة وبرّاً وإخلاصاً له في أوقات الضعف والهرم الذي قد يصيبه، كما أنه يريد أن يطمئن على تربيتها، أما الأم فقد تميل إلى ولدها، أو الولد أقرب لأمه من أبيه أكثر؛ لأن الذكر يمثل السند القوي بالنسبة لها كما أن الأم التي تنجب الذكور أكثر من البنات ربما تكون صاحبة وضع اجتماعي أقوى، وأنها أكثر قبولاً لدى زوجها.

هذا هو التفسير الاجتماعي الذي نراه والتفسير المقبول، ولا نعتقد أن هنالك أسباباً نفسية حقيقية غير التي أوردته المدرسة الفرودية التحليلية والتي لا نعتد بها ولا نرى أنها أعطت تفسيراً مقبولاً وحكيماً لهذه الظاهرة، وهذه الظاهرة لا يمكن أن نأخذها على الإطلاق فنحن نرى الكثير من الأمهات لديهنَّ الميول نحو البنات وكذلك الكثير من الآباء تجده دائماً فخوراً ومعتزاً بأولاده الذكور، وهذا أيضاً قد يتأتي من بعض المعتقدات الاجتماعية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد وجزاك الله خيراً على سؤالك هذا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً