الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نزول دم مع البراز يصاحبه ألم.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر (21) عاماً غير متزوجة، حدث لي بالفترة الأخيرة قرابة الشهر نزول الدم أثناء التبرز بنفس الوقت، ويكون دماً قليلاً ولكن لا ينزل الدم إلا إذا كان عندي صعوبة بالتبرز ويصاحبه آلام، فماذا هو تشخيصكم لحالتي؟

أنا خائفة أن يكون - لا قدر الله - بواسير، أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟ وما هو السبب لذلك لكي أبتعد عنه؟

أنا متحرجة لا أريد أن أخبر أحداً من أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساعدوني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

فلابد وأن ما تعاني منه هو البواسير الشرجية، فوجود الدم في البراز خاصة عندما يكون أحمر ومغطي لسطح البراز أو أحياناً يكون في الملابس الداخلية أو أحياناً يكون السبب هو شرخ في الشرج بسبب الإمساك، إلا أن هذا يترافق مع ألم أثناء التبرز، وكلا الحالتين يكون أحد أسبابهما أو السبب الرئيسي هو الإمساك.

البواسير من الأمراض الشائعة جداً، خاصة بين النساء، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز.

وهو الإجهاد الذي يزداد بذل أحدنا له حال وجود حالة من الإمساك لديه، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك أو تكرر حصوله، ارتفعت احتمالات الإصابة بحالات البواسير.

ويُؤدي الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض، وخاصة بوضعية التربع إلى زيادة تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، مع صعوبة عودة تلك الكمية من الدم فيها إلى أوردة البطن الرئيسية، كي تُخفف الضغط عنها.

وكذلك يُؤدي وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم، عبر عدة آليات، إلى نشوء حالة البواسير.

وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير، الشكوى من حكة شرجية، أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز أو يُلاحظ على محارم تنشيف الشرج. أو ألم خلال عملية التبرز. أو أن يُحس المرء بأن ثمة كتل تتدلى على فتحة الشرج نفسه.

ومعالجة حالات البواسير، والأعراض المزعجة الناجمة عنها، ممكن بسهولة في غالبية الحالات. لكن الإشكالية في كيفية منع عودة وتكرار حصولها.

وهنا تبدو أهمية الوقاية عبر تجنب كثرة الجلوس ولمدة طويلة، وعبر تسهيل إخراج البراز. وتسهيل إخراج البراز يتطلب الاهتمام بعدة أمور، منها تناول الألياف النباتية ضمن وجبات الطعام اليومي، بالإكثار من تناول الخضار والفواكه الطازجة والبقول والحبوب الكاملة غير المقشرة.،وتناول كميات جيدة من السوائل،( ثمانية إلى عشر أكواب من الماء)، على أقل تقدير، حين التواجد في مناطق معتدلة المناخ وحين ممارسة جهد بدني متوسط.

ومن الأشياء التي تفيد في تجنب الإمساك هو الاستجابة للشعور بالتغوط متى ما شعر المرء برغبة في التبرز، أي عدم تأجيل ذلك.

وتناول الملينات إذا ما نصح الطبيب بها، وتجنب تناول مسببات حصول الإمساك، وتقليل التعرض للتوتر النفسي. وممارسة رياضة المشي.

ومن المفيد في معالجة حالة البواسير، وضع كريم من "هايدروكورتيزون" على فتحة الشرج؛ لأنه سيعمل على تخفيف الشعور بالألم وتخفيف الانتفاخ، كما أن استخدام كريم من مادة "ليدوكين" المخدر ( البنج الموضعي، يعمل على تخفيف الشعور الموضعي بالألم في تلك البواسير.

ومن المفيد أيضاً ارتداء ملابس داخلية مصنوعة من القطن، وتجنب استخدام محارم التواليت المحتوية على مواد معطرة ومهيجة، والحرص ما أمكن على تجنب حك منطقة الشرج.

هذا ومن المفيد تخفيف حدة الإمساك ومعالجته عبر تناول الملينات المناسبة، خاصة ملينات كتلة البراز دون غيرها من أدوية علاج الإمساك.

ويجد كثيرون راحة وتخفيفاً للألم بالجلوس في مغطس شرجي بالماء الدافئ أو الماء الدافئ مع الملح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ماجد

    ياسلام عليك كلام صحيح ميه من ميه جزاك الله خير

  • الأردن عماد الجبور الاردن

    شكرا

  • الجزائر Chiraz

    شكرا جزيلا على الشرح المفصل و على النصائح القيمة جزاك الله كل خير

  • تركيا جرناس

    الله يجزيك الخير

  • مصر خالد

    تسلم يادكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً