الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الخطوات اللازمة للشاب لابتداء الخطبة وإجراءاتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما تعودنا منكم أن تكونوا معنا خطوة بخطوة، ولحظة بلحظة (نحن الشباب) في مشوار حياتنا، فإننا ليسعدنا أن تبدأوا معنا هذه الرحلة من بدايتها إلى آخرها بإذن الله تعالي ....ألا وهي رحلة الزواج.

بداية: بمشيئة الله تعالي سوف أقوم بزيارة إلى أهل فتاة للتعرف عليها وأهلها بإذن الله تعالى، وذلك في إطار مشروع الزواج الإسلامي الذي يبدأ أولا -وبعد النية والاستعداد والقدرة- برؤية الفتاة رؤية شرعية، وبناء على ذلك تأتي باقي الخطوات بإذن ربنا ....

لذلك ندعوكم أن تكونوا معنا جنب إلى جنب ترشدونا إلى ما يجب أن يفعل خلال هذه المرحلة (قبل زيارة أهل الفتاة وأثناء اللقاء وما بعده )، نريد أن نعرف كل كبيرة وصغيرة عن هذه المرحلة، وكيف يتم التعامل معها حتى تؤتي ثمارها بإذن الله تعالى..

أخبرونا ماذا علينا أن نفعل وأن نقول وأن نقدم من هدايا، وما شابه ذلك، وإذ نحن نطلب منكم إلا لثقتنا الكبيرة بكم، ومعرفتنا بمدى حرصكم علينا ورغبتكم الخير لنا، وقبل هذا وذاك أنكم أهل العلم والمعرفة وأنتم من خير ما يحتذى به المرء في دنياه.

وجزاكم الله عنا خير الجزاء، وجعلكم الله تعالى عونا لنا جميعا لما يحب ربنا ويرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله لك ويسر أمرك وأسعدك، وحقق أملك وجمع شملك وأهلك على خير. مما ينبغي معرفته في هذا الباب:

1) ينبغي للخاطب أن يحرص على صلاة ودعاء الاستخارة، وأن يحرص على اللجوء إلى الله بالدعاء له بالتوفيق والسداد وأن يلهمه الخير والرشاد؛ لأهمية أمر الزواج وأثره الكبير على مستقبله في دينه ودنياه.

2) ولا يتقدم الخاطب لخطبة الفتاة إلا بعد أن يكون عازماً على الخطبة لا لمجرد النظر والتجربة.

3) ويجوز له شرعاً أن يذهب إلى وليها بمفرده, لكن الأفضل أن يصطحب أحداً من أهله كأبيه أو أخيه الأكبر إظهاراً لجديته في الخطبة, ولكراهية بعض الأعراف ذهاب الرجل إلى الولي بمفرده, ويجوز له عند الحاجة توكيل من يثق به.

4) وليحرص الخاطب على توفر صفات (الدين والخلق)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك وقياساً على الرجل الخاطب في قوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وكذا ما يرضاه من صفة (الجمال) كونه أيضاً من مقاصد النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم: (فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).

5) جواز النظر إلى المخطوبة لما في ذلك من حصول المودة بينكما وفي الحديث: (أنظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) صحيح الترمذي، أي: أجدر أن تدوم المودة بينهما.

وفي صحيح أبي داود: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)، وخصّه جمهور الفقهاء بالوجه والكفين، وزاد بعضهم: الرأس والقدمين لدخوله في عموم الحديث إلى ما يدعوه وهو قول وجيه معتبر، ولا يجوز للخاطبين الغش في إظهار مستوى المال أو الجمال كأن تتزين المخطوبة بالمكياج والمساحيق, أو الخاطب بصبغة السواد وخلع النظارة؛ منعاً من التدليس والغش على الخاطب، ولا يتعمد الخاطب النظر بشهوة كونها أجنبية عليه.

6) وليعلم أن الخطبة مجرد وعد لا إلزام فيه بالزواج, فإذا بدا لأحدهما التراجع لأي سبب من الأسباب المعتبرة لديه فله ذلك.

7) ولا تنبغي المبالغة في إعلان الخطبة وإقامة الأفراح؛ لعدم ورود الإعلان إلا في العقد, ومنعاً من وقوع الحرج فيما إذا تراجع الخاطبان عن الخطبة بعد تمامها، لكن يستحب أن يقدم الخاطب هدايا غير متكلفة للمخطوبة ولأهلها, بما جرى عليه عُرف الناس وفي الحديث: (تهادوا تحابوا).

8) وللخاطبين أن يتكلما مع بعضهما فيما يهمهما من أمور الزواج حتى يحصل الاطمئنان, ولا يجلس ملاصقاً لها ولا يتوسعا في الحديث بالكلام العاطفي ونحوه.

9) وإذا حصلت الموافقة على الخطبة, فينبغي أن يحمد الخاطبان ربهما سبحانه وتعالى, وأن يتفقا على المهر وتكاليف الزواج ووقته وتفاصيله المؤثرة في إتمامه؛ منعاً من حصول الاختلاف بعد ذلك، وليحرصا على اشتراط التزام تعاليم وآداب الإسلام في الزواج, كاشتراط منع الاختلاط المحرّم والأغاني الهابطة والرقص الفاحش ونحوه ؛ حرصاً على مرضاة الله تعالى وبركة الزواج.

10) ويجوز أن يجمع بين الخطبة والعقد إذا أمكنه، وهذا بحسب العُرف والظروف المادية.

11) وليس للخطبة لباس خاص، وإنما يستحب للرجل أن يتزين في لباسه وللمرأة أن تكون ملابسها ساترة لجسمها غير ضيقة جداً، ولا فضفاضة حتى يتعرّف الخاطب على قوامها، ولا يشرع للخاطبين لبس الدبلة إذا تمت الموافقة.

- أسأل الله لك التوفيق والعون والبركة والسداد، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Sararsog

    شفاك الله وعافاك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً