الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صنع المجسم الخشبي لذوات الأرواح

السؤال

ما حكم عمل المجسم الخشبي للآدميين إن كان صغيرًا، والرسم الكاركاتيري؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنعتذر عن فتح الرابط المرفق في السؤال.

وأما حكم صنع المجسم الخشبي لذوات الأرواح: فإن كان تمثالًا ذا ظل، وكان تام الخلقة، فهو محرم بإجماع العلماء ـ من حيث الأصل ـ وكذلك إن لم يكن له ظل عند جماهير العلماء، قال النووي: قال أصحابنا، وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره، فصنعته حرام بكل حال؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها، ولا فرق في هذا كله بين ما له ظل وما لا ظل له، هذا تلخيص مذهبنا في المسألة، وبمعناه قال جماهير العلماء من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم.

وقال بعض السلف: إنما ينهى عما كان له ظل، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل، وهذا مذهب باطل، فإن الستر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم، وليس لصورته ظل مع باقي الأحاديث المطلقة في كل صورة. اهـ.

وسواء في ذلك صنع الصور الصغيرة والكبيرة، ومن فرق من أهل العلم بينهما ـ وهم الحنفية ـ فرقوا من حيث الاقتناء والاستعمال، لا من حيث الصنع؛ ولذلك لما نقل ابن عابدين في حاشيته عن علماء الحنفية أن الصورة الصغيرة لا تكره في البيت، قال بعدها: تنبيه: هذا كله في اقتناء الصورة، وأما فعل التصوير، فهو غير جائز مطلقًا؛ لأنه مضاهاة لخلق الله تعالى كما مر. اهـ.

وراجع المزيد حول أحكام الصور الفتوى رقم: 128134.

ولا يختلف حكم صنع المجسمات المسماة بالكاريكاتيرية عن غيرها، كما بيناه في الفتوى رقم: 235732.

وقد سبق لنا ذكر خلاف أهل العلم في حكم صناعة واتخاذ الصور غير الممتهنة، وذلك في الفتوى رقم: 267229.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني