الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدها مريض بالزهايمر وإخوتها يرفضون تزويجها

السؤال

أنا امرأة عمري 39 سنة، طلقت منذ سنتين، وطليقي يريد إرجاعي. سؤالي: والدي مريض زهايمر درجة متوسطة. هل يجوز أن يكون وليي بعقد الزواج؟ لأن إخواني يرفضون زواجي لكي لا يتحملوا مسئولية رعاية والدي لأن أمي متوفاة. وأنا لن أترك والدي، طليقي موافق أن أعيش معه. وأنا أريد أن أحصن نفسي من الفتنة، وأريد الزواج. هل يجوز أن يكون وليي؟ مع العلم هو من كان وليي في زواجي السابق قبل ثلاث سنوات..ارجو افادتي جزاكم الله خيرا..

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا المرض تسبب في فقد أبيك الأهلية بحيث لا يعي تصرفاته على أكمل وجه، فهو في حكم المعتوه، وقد نص الفقهاء على أنه لا تصح ولاية المعتوه في النكاح، وسبق أن أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 53624. وإذا كان لك ابن بالغ فهو أحق بتزويجك من إخوتك حسب الترتيب الذي ذكره بعض الفقهاء، وهو مبين في الفتوى رقم: 49748، والفتوى رقم: 52874.

وليس من حق إخوتك الامتناع عن تزويجك للسبب المذكور، فإن لم يوجد من يتولى ذلك من الأولياء، فارفعي الأمر إلى المحكمة الشرعية، فالسلطان ولي من لا ولي له، وانظري الفتوى رقم: 67198، ورقم: 998.

وننبه إلى أن رعاية والدك مسؤولية جميع أولاده كل بحسبه، ولا تختص بك دونهم؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 127286، وهذا مما ينبغي أن يتنافس فيه الأولاد لا أن يتدافعوه، فرعاية الآباء تتأكد عند الكبر، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}، وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه. قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة. وإذا احتسبت أمر رعايته وصبرت عليه نلت الأجر العظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني