الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية

ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية

ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية

دخل الإسلام بلاد الصين في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي، وثبت وصول أول مبعوث مسلم إليها في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. وفي نهاية القرن الهجري الأول وصلت فتوحات المسلمين إلى الحدود الغربية للصين. وكان لطريق القوافل أثر كبير في انتشار الإسلام في تلك البلاد.

وفي الصين اليوم مساجد قديمة قدم الإسلام، وهي ليست بالقليلة، وأغلب تلك المساجد بها أربطة للعلم، تسكن فيها الطلبة طلباً للعلم والتعلم.

وتفيد الإحصائيات السكانية أن تعداد المسلمين في الصين اليوم وصل إلى ما يناهز مائة مليون نسمة (100.0000000).

وكان تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً قد بدأ كمادة تعليمية في النظام المدرسي الصيني قبل أكثر من أربعمائة سنة، وبدأت ترجمات معاني القرآن إلى الصينية بشكل جزئي قبل مائتي سنة تقريباً، وقد قام الدعاة المسلمون الأوائل بترجمة القرآن شفهيًّا للناس بهدف الدعوة، أما ترجمة معاني القرآن الكريم بالكتابة، فقد بدأت مع مطلع القرن الثامن عشر الميلادي، بيد أن الترجمة كانت تنحصر في بعض الآيات القرآنية، وبعض قصار السور.

ولم تظهر ترجمة معاني القرآن الكريم كاملاً إلى الصينية إلا في أوائل القرن العشرين، وكان أول من قام بترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم الإمام (إلياس وانغ جينغ تشاى) حيث بدأها عام (1914م) وأكملها عام (1932م). وقد ظهرت قبل نشر ترجمته ترجمة أخرى لمعاني القرآن كله في عام (1927م)، وهي ترجمة (تيه تشين) وهو رجل غير مسلم. ثم تتابعت الترجمات، حتى وصل عدد الترجمات اليوم أكثر من خمسة عشرة ترجمة (15)، وهي متباينة في المناهج والأساليب والأهداف بحسب الرصيد العلمي والعقدي للمترجمين؛ فبعض تلك الترجمات تمت على أيدي غير المسلمين، وبعضها تم على أيدي مسلمين متأثرين بالفرق المنحرفة، أو كانوا مسلمين مثقفين، ولكنهم لم يدرسوا اللغة العربية ولا العلوم الشرعية.

وقد ذكر الأستاذ عيسى الدريبي -المختص في الترجمات الصينية- أن معظم هذه الترجمات يغلب عليها السمة الفردية؛ حيث يقوم عالم من علماء المسلمين بترجمة معاني القرآن الكريم؛ شعوراً منه بضرورة نشر تعاليمه، أو تداركاً منه لما في ترجمات سابقيه من قصور وخلل.

وتعد ترجمة (محمد مكين) لمعاني القرآن الكريم إلى الصينية من أشهر الترجمات الصينية وأكثرها انتشاراً، وقد نشرتها الجمعية الإسلامية الصينية، وأعاد نشرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في جُدة في المملكة العربية السعودية. يأتي بعدها ترجمة الشيخ (وانغ جينغ تشاي) وقد اشتهرت بكثرة تداولها بين المسلمين.

وذكر الأستاذ عيسى الدريبي أن ترجمة (تشانغ تشينغ تشيان) لمعاني القرآن وتفسيره إلى الصينية تضمنت جملة من الانحرافات العقدية، وعدداً من الأخطاء اللغوية، مشيراً إلى أن الترجمات الخاطئة والمنحرفة لمعاني القرآن الكريم في أي لغة كانت، تعتبر منفذاً لأعداء الإسلام، وتشويهاً له، الأمر الذي يستدعي أن يتحول مشروع ترجمات معاني القرآن إلى اللغة الصينية إلى عمل جماعي مؤسسي، يخضع لضوابط علمية فنية دقيقة. وعلى المشتغلين بالترجمة أن يهتموا بالخطاب الدعوي في الترجمة، والتأكيد على ضرورة إجراء عمليات مراجعة مستمرة للترجمات المتداولة بين الناس من وقت لآخر لبيان ما قد يكون فيها من أخطاء وانحرافات.

* مادة المقال مستفادة من موقع (مركز تفسير للدراسات القرآنية)

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة