الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة معاني القرآن إلى الإسبانية

ترجمة معاني القرآن إلى الإسبانية

ترجمة معاني القرآن إلى الإسبانية

ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن إلى اللغة الإسبانية سنة (1143م) غير أن الكنيسة حرمت نشرها، كما حرمت نشر القرآن، أو توزيعه بلغته الأصلية!

وكانت مدينة طليطلة الإسبانية ملتقى للتبادل الثقافي والإشعاع العلمي. وفي القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، كانت مدرسة طليطلة للترجمة تنقل الكتب العلمية والطبية والفلسفية والرياضية والفلكية…من اللغة العربية إلى اللغتين اللاتينية والإسبانية.

وانطلاقاً من الاهتمام البليغ الذي أولاه الإسبان للحضارة العربية والإسلامية، فإنهم قاموا بترجمة القرآن الكريم -عن حسن نية أو سوئها- إلى لغتهم. وهكذا نُشر أول نص ثلاثي اللغات من قبل (خوان دي سيغوبيا) وفقيه مسلم في القرن الخامس عشر، لكنه ضاع، ولم يبق منه إلا التقديم الذي كتبه خوان دي سيغوبيا في سنة (1456م).

قبل هذه الفترة بقليل، تم نشر ترجمة كتلونية بمبادرة من الملك (بيدرو الثالث). وقد فُقدت هذه الترجمة أيضاً.

وظهرت في القرن السادس عشر الميلادي ترجمة لمعاني القرآن الكريم دون ذكر اسم المترجم، ولا دار النشر. ولهذا فإن جاك جميير يلخص ضياع هذه الترجمات بقوله: "لقد ضاعت الترجمة الكتلونية الصادرة في القرن الرابع عشر، كما ضاعت ترجمة خوان دي سيغوبيا للقرن الخامس عشر، كما أصبحت الترجمات المورسكية بعيدة المنال للقارئ العادي".

ونُشرت في التاريخ نفسه ترجمتان أخريان: الأولى بعنوان: (قرآن بحروف لاتينية نصرانية) غير منشور، وهو مخطوط مؤرخ بتاريخ (1606م) لا زال محفوظاً في المكتبة الإقليمية لطليطلة. الثانية: صدرت سنة (1672م) لتقريبها إلى مبشريهم.

كما أن آخر المسلمين بشبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا) قاموا بنقل ترجمات معاني القرآن بإسبانية مكتوبة بالخط العربي، وهي ترجمات لا زالت محفوظة إلى اليوم.

وعرفت ترجمات القرآن إلى الإسبانية في القرنين الأخيرين قفزة نوعية، رغم أن العديد منها أنجز عن طريق لغات أوروبية أخرى. والترجمات الوحيدة التي أنجزت مباشرة باللغة العربية هي ترجمة (Vernet Juan) و(Julio Cortés). وتضيف الباحثة Jess Rubiera) (Mara ترجمة ثالثة قام بها (Abboud y Castellanos). كما أن هناك ترجمات كثيرة قد طواها النسيان، وكلها مترجمة بالعربية، يُذكر منها -على سبيل المثال لا الحصر- ترجمتا: عبد الغني ميلارا، وكامل مصطفى الحلاق.

خلال القرن التاسع عشر الميلادي أنجزت خمس ترجمات إلى اللغة الإسبانية؛ ففي سنة (1844م) قام Andres Borrero بترجمة القرآن إلى لغة سرفانتس، ولكنها لم تنشر عن آخرها. وفي السنة نفسها، نُشرت ترجمة أخرى لـ Garber de Robles.

بعد ذلك بخمس وعشرين سنة، نشرت دار النشر الكتلونية Juan Alen واحدة من أحسن الترجمات في رأي النقاد الإسبان. جاء في مقدمة هذه الترجمة المعنونة "القرآن أو التوراة المحمدية" التي أنجزها Vicente Ortiz de la Puebla ما يلي: "إن هذه الترجمة أنجزت عن طريق الترجمة الفرنسية لـ Kazimirski" وبعد ذلك نقرأ تعليقات المترجم اللاذعة: "يرى المسلمون بأن القرآن هو أجمل ما يوجد على وجه الأرض، بالرغم من أن هذه المبالغة قد لقيت من قبل نفس المحمديين الذين يحترمون هذا الرأي صعوبة لقبولها" ويستمر في ترهاته قائلاً في الصفحة نفسها: "نشر الدين…نحن نعلم بأنه انتشر بقوة السلاح وبإرغام المنهزمين في الحرب بالاعتقاد في الدين الجديد، أو القتل".

في سنة (1875م) تم نشر ترجمتين للقرآن الكريم، ترجمة مجهولة المؤلف بعنوان "القرآن: ترجمة أمينة إلى اللغة الإسبانية، مفسرة ومسبوقة بمقدمة لشرح حياة محمد والقانون الذي أملاه (لقنه)"، وثانية نشرت في مدريد تحت عنوان: "القرآن: مترجم بأمانة إلى اللغة الإسبانية ومفسَّر ومدحوض عن طريق العقيدة المقدسة والأخلاق الرفيعة للدين الكاثوليكي المقدس". هذه الترجمة قام بها (بينغنو دي مورغيوندو) و(أوغارطوندو) Benigno de Murguiondo y Ugartondo.

مع بداية العقد الأول من القرن العشرين افتتح Garca Bravo سلسلة ترجمات معاني القرآن. هذه الترجمة عرفت طبعات عديدة في السنوات: (1907م) (1972م) (1979م) (1983م) (1986م) (1994م) (1999م).

وظهرت بعد أربع وعشرين سنة ترجمة ضعيفة المستوى لـ Juan Bautista Bergua. وترجمة Alfonso Hernndez Cat وهي الأخرى ترجمة غير مباشرة. وكذا ترجمة .Anibal Rinaldi

وظهرت في العاصمة الأرجنتينية ترجمتان في أقل من ست سنوات، وكلتاهما ترجمة مشتركة. الأولى سنة (1940م) قام بها Rafael Castellanos وأحمد عبود. والثانية (1945م) قام بها سيف الدين رحال وSantiago Peralta.

وفي النصف الثاني من هذا القرن ظهرت أشهر ترجمتان على الإطلاق، هما: ترجمة عضو أكاديمية التاريخ Juan Vernet. وترجمة المختص بالحضارة واللغات السامية Julio Cortés.

ولا يمكننا في هذا السياق أن نتجاهل ترجمة الإسباني المسلم عبد الغني ميلارا، التي لقيت نجاحاً داخل إسبانيا وبعض الدول الإسلامية كالمغرب. قام بنشر هذه الترجمة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

نضيف إلى هذه اللائحة الترجمات الآتية:

1. ترجمة Rafael Cansinos Assens

2. ترجمة Francisco Cardona Castro

3. ترجمة Comins Alvaro Machordom

4. ترجمة Carmen Hinojosa

5. ترجمة Antonio Carrillo Robles

6. ترجمة Tahir Ahmad Ahmadia

7. ترجمة عباد عبد الرحمن.

8. ترجمة كمال مصطفى الحلاق.

وعلى العموم، يمكننا تلخيص هذه الترجمات وفق ما يلي:

أولاً- ترجمات قام بها إسبان عن طريق لغات أخرى لعدم معرفتهم باللغة العربية، وهذه الترجمات عموماً لا ترقى إلى المستوى المطلوب، وهدف غالبيتها النيل من الإسلام والمسلمين.

ثانياً- ترجمات قام بها مختصون أكاديميون، ولكن للأسف الشديد تطغى عليها النعرة العصبية.

ثالثاً- ترجمات مشتركة قام بها مترجمون عرب وآخرون ناطقون بالإسبانية، وهي ترجمات تصحيحية حاولت الرد على مترجمي القسمين الأولين.

رابعاً- ترجمات قام بها مسلمون عرب أو إسبان، لكنها لم ترقَ إلى المستوى اللغوي المطلوب، إما لنقص معرفة الأولين باللغة الإسبانية، أو لجهل الآخرين لبعض المفاهيم القرآنية.

* مادة المقال مستفادة من موقع (رابطة الأئمة في إسبانيا) بتصرف.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة