الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                2578 [ ص: 575 ] حدثنا أبو أسامة نا مصعب بن سليم عن الزهري قال نا أنس بن مالك قال : لما بعث أبو موسى على البصرة كان ممن بعث معه البراء وكان من ورائه وكان يقول له : احرس علي ، فقال البراء : وتعطي أنت ما سألتك ؟ قال : نعم ، قال : أما إني لا أسألك إمارة مصر ولا جبايته ولكن أعطني قوسي ورمحي وفرسي وسيفي ودرعي والجهاد في سبيل الله ، فبعثه على جيش فكان أول من قتل .

                                                                                ( 96 ) حدثنا أبو أسامة نا مصعب بن سليم عن الزهري عن أنس قال : تمثل البراء ببيت من شعر فقلت له : أي أخي تمثلت ببيت من شعر ، لعلك لا تدري لعله آخر شيء تكلمت به ؟ قال : لا أموت على فراشي ، لقد قتلت من المشركين والمنافقين مائة رجل إلا رجلا .

                                                                                ( 97 ) حدثنا يزيد بن هارون نا حميد عن أنس بن مالك أن عمه غاب عن قتال بدر فقال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأن أراني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع ؟ فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ، يعني المشركين ، ثم تقدم فلقيه سعد فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة ، إني أجد ريحها من دون أحد ، فقال سعد : أنا معك ، قال سعد : فلم أستطع أن أصنع كما صنع ووجد فيه بضع وعشرون ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فكنا نقول : فيه وفي أصحابه نزلت : فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .

                                                                                ( 98 ) حدثنا هاشم بن القاسم عن عبد الرحمن حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا يشرك به شيء وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم .

                                                                                ( 99 ) حدثنا عفان نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم : عجب ربنا من رجلين : رجل فارش فراشه ولحافه من بين حبه وأهله قام إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله تعالى ففر أصحابه فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله [ ص: 576 ] تعالى لملائكته : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي رجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي .

                                                                                ( 100 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس قال : اتكأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابنة ملحان قال : فأغفى فاستيقظ وهو يتبسم قال فقالت : يا رسول الله صلى الله عليك ، مم تضحك ؟ قال : من أناس من أمتي يغزون هذا البحر الأخضر ، مثلهم مثل الملوك على الأسرة قال فقالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعلها منهم ، قال : فنكحت عبادة بن الصامت فركبت مع ابنه قرظة فلما قفلت وقصت بها دابتها فقتلتها فدفنت ثم .

                                                                                ( 101 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن خالد بن أبي مسلم عن عبد الله بن عمرو قال : لأن أغزو في البحر غزوة أحب إلي من أن أنفق قنطارا متقبلا في سبيل الله عز وجل .

                                                                                ( 102 ) حدثنا وكيع عن سعيد بن عبد العزيز عن علقمة بن شهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر فإن غزو البحر أفضل من غزوتين في البر وإن شهيد البحر له أجر شهيدي البر ، إن أفضل الشهداء عند الله أصحاب الوكوف قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أصحاب الوكوف ؟ قال : قوم تكفؤهم مراكبهم في سبيل الله .

                                                                                ( 103 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد عمن سمع عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال : المائد في البحر غازيا كالمتشحط في دمه شهيدا في البر .

                                                                                ( 104 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد أخبرني محرز عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال : غزوة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر ، من جاز البحر غازيا فكأنما جاز الأودية كلها .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية