الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة في إهانة الوالد ولده وتوبيخه أمام الآخرين

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، وأبي يعاملني كطفل، ودائماً يوجه لي الإهانات أمام زملائي وأقاربي، وفي أحد الأيام قام بتوبيخي أمام زملائي، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أمير بغداد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرزقنا بر آبائنا والأمهات.

إن هذا الوالد يريد لك الخير ولكنه أخطأ الطريق، وكم من مريد للخير لا يصيبه، فحاول أن تحمل تصرفه على المحمل الحسن؛ فإنه لا يوجد إنسان في الدنيا يتمنى أن يكون آخر أفضل منه إلا الوالد، فحاول أن تحسن التصرف معه، وخاصة في وجود آخرين.

ليت هذا الأب وغيره عرفوا الآثار المدمرة لمثل هذه التصرفات والإساءات، وليتهم أدركوا أن جرح الجسد يطيب في أيام، ولكن جرح الروح والنفس لا ينتظر له التئام، وقد يظل مع الإنسان مدى الأيام، ومن هنا تتجلى أهمية معرفة منهج الإسلام في التربية، وذلك لأن الذي يريد أن يربي دون أن يعرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم يكون مثل الطبيب الجراح الذي يقول لمرضاه: أنا أحبكم جداً ولكن لم أتعلم الطب ولم أدرس الجراحة! فماذا يمكن أن يفعل مثل هذا الطبيب في أجساد مرضاه الذين يحبهم؟!

أما رسولنا صلى الله وسلم فما ضرب بيده امرأة ولا خادماً ولا طفلاً، وقد قال أنس رضي الله عنه الذي تشرف بخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم: (لقد خدمت رسول الله عشر سنين، فما قال لي قط: (أف)، ولا قال لشيء فعلته، لم فعلت ذلك ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت ذلك).

التوبيخ والإساءة لهما آثار سالبة على نفس الأطفال والشباب، بل على كل إنسان خاصة إذا كانت أمام الناس؛ فإن الطفل يحتاج إلى أن يشعر بالحب والاحترام، وكذلك الشاب خاصة في العمر المذكور في السؤال وما حوله، وقد أحسن عمر في قوله: (لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً).

في هذه السن ينبغي للأب الناجح أن يتخذ من ولده صديقاً حميماً يشاوره ويحاوره ويحترمه ويؤهله لقيادة المنزل والقيام بدوره في الحياة، أما أن يقوم بتوبيخه وتحطيمه أمام الناس فهذا من شأنه أن يفقده الثقة في نفسه، ونحن ننصحك بما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- الاجتهاد في بر الوالد وتفادي ما يغضبه.

3- تقدير دوافع الوالد والتماس الأعذار له.

4- تذكر الثواب الذي أعده ربنا للصابرين.

5- ملاطفة الوالد وإخباره بأن هذا الأمر يسبب لك الضيق والحرج.

6- الحرص على التصرف الحسن في حضور الناس وفي غيابهم.

7- عرض الأمر على الوالدة حتى تحاور الوالد في الأمر، شريطة أن تختار الوقت المناسب والألفاظ اللطيفة.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر لك ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً