الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط المحبة الشرعية بين الشباب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أدرس بالمرحلة الإعدادية، كنت قد تعرفت على شاب صغير ملتزم يصغرني بسنة في الدراسة منذ أن كنت بالصف الخامس الابتدائي، وأنا الآن بالصف الثاني الإعدادي، كانت علاقتنا في بداية الأمر قوية لدرجة أنه كان ينتظرني عند باب المدرسة، وأنا أيضاً كنت أحبه حباً شديداً، خاصة أنه في مرة من المرات كنا في المسجد الحرام، وكنت أطوف بالكعبة لوحدي بعيداً عن أهلي وأذن العشاء وأقيمت الصلاة وأنا لم أكمل الطواف بعد، فجريت لألحق بالصف ووقفت مع الناس، وكان بجانبي صديقي دون أن أعرف ولا هو يعرف، وبعد أن سلم الإمام كانت الفرحة العظمى له والأعظم لي أنا، المهم أنه الآن فارقني منذ ما يقارب شهرين وامتنع عن التحدث معي دون أن يخبرني، حتى أنه أصبح يعاملني كأني أكبر أعدائه، مع أني كنت أعامله معاملةً طيبة بل مثلما أعامل أخي.
وبسبب مفارقته لي أصبحت في كربٍ شديد، وكنت أمرت من قبل والدي بأن أصلي التراويح بالناس، فكنت مع الناس بجسدي فقط أما عقلي وقلبي مع حبيبي، فاتصلت عليه في مرة من المرات لأعرف السبب فامتنع وألححت عليه ولكن دون جدوى، ثم طلبت منه أن يعود إلي ولكن وقتها كانت الصدمة العظمى قال بعد صمت طويل: لا، وأنا الآن أريد الارتباط به مرةً أخرى، وأرى أفعالاً منه جميلة كأن يبتسم في وجهي بعض المرات، ولكن الذي أحزنني كثيراً وقطع قلبي هو أنه ارتبط بأناس لا تعجبني أفعالهم، وهم من نوع صايع، وكلما أراه معهم يكاد جسدي يحترق من الحزن والأسى، وأقول لنفسي متى سترجع إلي يا حبيبي، أرجوكم أغيثوني أطال الله أعماركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابني العزيز/ أبو أسد

أسأل الله العظيم أن يحفظكم ويحفظ شباب المسلمين من الشرور والآثام، وأن يجعل فيك قرة العين لوالديكم والمسلمين.
وبعد،،

فإن الصداقة الناجحة هي التي تبنى على تقوى الله وطاعته، وكل أخوة وصداقة ومحبة لا يبنى على التقوى تنقلب في الآخرة إلى عداوة قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67]، والمتحابون في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلى ظله، شريطة أن يكون الحب في الله ومن أجل مرضاته، لا لسبب آخر.

فقد يكون الحب لجمال الشكل وحسن الصورة، وقد يكون لامتلاء جيب المحبوب، وقد يكون من أجل تفوقه في الدراسة أو لأجل التوافق في طريقة الحياة والمزاج إلى غير ذلك من الأسباب.

كما أن الأفضل أن يصادق الإنسان أترابه الذين هم في سنه، فمن هو أكبر منَّا همومه مختلفة، والأحاديث التي تدور بين الكبار لا تصلح للصغار في السن، وربما يكون ثمن هذه الصداقة هو عرض هذا الصغير؛ لأنه يخدع بسرعة ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه السوء والفحشاء، ولهذا كان نظام التعليم والتربية أن يكون طلاب كل صف دراسي في عمر واحد.

ولا يجوز للإنسان أن يحب إنساناً بهذه الدرجة حتى تشغله تلك المحبة في صلاته والعياذ بالله لأن هذا يدخل في دائرة العشق المحرم، الذي بدأ يظهر بكل أسف في مدراس المسلمين فيشغل الطلاب عن طلب العلم والخير، ويدمر حياتهم ومستقبلهم والأخطر من ذلك أنه قد يخرج محبة الله ورسوله من تلك القلوب، وهذا مرض يسيطر على الغافلين والعياذ بالله فتجد الفتاة تحب زميلتها أو معلمتها ولا ترتاح إلا إذا رأتها تأكل كما تأكل وتلبس كما تلبس وتتشبه بها في حركاتها وسكناتها وهذا محرم ولا يليق حتى بالنساء، فكيف إذا كان الحال بين الرجال، فيا بني كل شيء له حدود والمسلم يتقيد بضوابط الشرع في حبه وبغضه وفي كل أحواله.

وأرجو الابتعاد عن هذا الشاب والحرص على إبلاغ النصيحة له ليتجنب الأشرار.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عبير

    هدآنآ اللهُ وعآفآنآ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً