الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات للراغب في دراسة التاريخ الإسلامي والأوروبي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب لدي ثقافة إسلامية لا بأس بها في الفقه والحديث والسيرة، إلا أنني أطمح في المزيد، فأريد أن تدلوني - مشكورين- على مرجع أفهم من خلاله التاريخ الإسلامي ابتداءً من عصر الفتنة بعد مقتل الصحابي الجليل عثمان إلى سقوط الدولة العثمانية، ويكون هذا المرجع مبسطاً ومختصراً.

كما أنني أحب أن أطلع على التاريخ الأوروبي القديم والحديث، وأريد أن تدلوني على مراجع لهما، وإذا كانت المراجع متوفرة على الإنترنت فهذا سيكون أسهل لي؛ وذلك بسبب صعوبة الحصول على الكتب العربية الجيدة في البلد الذي أعيش فيه، ولكم جزيل الشكر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا وبعد:

إن طلب العلم أفضل من كل نافلة، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولا يزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل، والعلم عميق بحره، والسعيد يأخذ من كل فن بطرقه شريطة أن يبدأ بتحصيل العلوم الواجبة على كل مسلم، وهي ما تصح به العقيدة والعبادة، وما يتمكن به من التعامل مع الخلق بما يرضي الخالق، وفقه الضوابط الشرعية للعمل الذي يتكسب من ورائه رزقه.

لا بأس بعد ذلك بالتوسع في دراسة العلوم، والأفضل أن تؤخر دراسة التاريخ الأوروبي وتجعله في مرحلة لاحقة حتى لا يصادف قلباً خالياً فيتمكن منه، وهذا خطأ يقع فيه كثير من المبهورين بحضارة الغرب، ثم يسارع بعد ذلك بانتقاص التاريخ والحضارة الإسلامية التي يجب أن نتذكر أنها هي التي أضاءت أوروبا وغيرها من بلاد الدنيا.

كانت أوروبا ظلاماً ضل سالكه **** وشمس أندلس بالعلم تهديه
كنا أساتذة الدنيا وقادتها **** والغرب يخضع إن قمنا نناديه
واليوم تفنا لعز فرَّ من يدنا **** فهل يعود لنا ماضٍ نناجيه؟
في العلم والأخلاق مجدكم **** هذا البناء الذي يعلو ببانيه

عندما نقلب صفحات التاريخ الإسلامي يجب أن نصطحب معاني هذا الدين ونحسن الظن بسلفنا الأبرار، فمن الخطأ قراءة التاريخ الإسلامي بنظرة مادية مجردة؛ لأن في ذلك تفريغ لهذه الحضارة العظيمة في معانيها الإنسانية والإيمانية، وهذا ما قصده كثير من أعدائنا الذين تناولوا تاريخنا، وما أكثر المظلومين في التاريخ الإسلامي، والإنصاف يقتضي أن نذكر المحاسن إلى جوار المساوئ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبيث.

من الكتب المهمة جداً لمن يرغب في دراسة التاريخ الإسلامي، كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، وكذلك ما كتبه ابن تيمية في هذا الجانب بالإضافة لمؤلفات الدكتور/ عبد العظيم الديب، ومؤلفات د/عماد الدين خليل، والأستاذ/ عبد العظيم علي شعوة، وأشرطة الدكتور/ الدعيج، وكتابات الدكتور/ عبد العزيز الحميدي وغيرهم من الفضلاء.

إذا درس الإنسان التاريخ فكأنما أضاف أعماراً إلى عمره، والمطلوب هو الحرص على التحقق من صحة المعلومات التاريخية، والتأكد من خلو مؤلفاتها من الأغراض السيئة، فقد كان للفرق الضالة تشويه للتاريخ وظلم للعظماء.

قد انتبه لهذا أهل الاختصاص في الجامعات الإسلامية، وهناك مشاريع علمية ضخمة لتحقيق التاريخ الإسلامي، وبيان الروايات الواهية والموضوعة التي ضخمها ورددها أهل الشر في كل زمان ومكان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً